اسم الکتاب : مسند أحمد - ت شاكر المؤلف : أحمد بن حنبل الجزء : 1 صفحة : 113
فانظروا إليه، أليس هو صحيح البدن؟ قالوا: نعم. ولولا أنه فعل ذلك لكنت أخافُ أن يقع شيء لا يقام له، قال: فلما قال قد سلمته إليكم صحيح البدن، هدأ الناس وسكنوا.
قال صالح: صارأبي إلى المنزل، ووجّه إليه من السّحَر مَن يُبصر الضربَ والجراحات ويعالجُ منها، فنظر إليه، فقال لنا: والله لقد رأيت من ضرب ألف سوط ما رأيت ضربًا أشدَّ من هذا، لقد جُر عليه من خلفه ومن قُدَّامه، ثم أدخلً ميلاً في بعض تلك الجراحات، وقال: لم ينقَبْ، فجعل يأتيه ويعالجه، وكان قد أصاب وجهَه غير ضربة، ثم مكث يعالجه إلى ما شاء الله، ثمِ قال: إن ها هنا شيئًا أريد أن أقطعه، فجاء بحديدة فجعل يُعَلِق اللحمَ بها ويقْطعه بسكين، وهو صابر يحمد الله، فبرأ ولم يزل يتوجع من مواضع منه، وكان أثر الضرب بيَّناً في ظهره إلى أن توفي.
وسمعت أبي يقول: والله لقد أعطيتُ المجهود من نفسي، ووددت أني أبخو من هذا الأمركفافًا لا على ولا لي.
ودخلت على أَبي يومًا، فقلت له: بلغني أن رجلاً جاء إلى فَضْل الأنماطي فقال له: اجعْلني في حل إذْ لم أقم بنصرتك، فقال فضل: لاجعلت أحدًا في حل، فتبسم أبي وسكت، فلما كان بعد أيام قال: مررت بهذه الآية {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} فنظرت في تفسيرها فإذا هو ما حدثني أبو النضْر حدثنا ابن فَضَالة المبارك حدثني من سمع الحسن يقول: إذا جثت الأم بين يدي رب العالمين نودوا: ليقم من أجره على الله، فلا يقوم إلا من عفا في الدنيا، قال أبي: فجعلت الميّت في حل من ضربه إياي، ثم جعل يقول: وما على رجل ألا يعذب الله بسببه أحدًا!.
وقال حنبل بن إسحق: لما أمر المعتصم بتخلية أبي عبد الله خلع عليه مبطنةً وقميصًا وطيلسانا وخفا وقلنسوة، فبينا نحن على باب الدار والناس في
اسم الکتاب : مسند أحمد - ت شاكر المؤلف : أحمد بن حنبل الجزء : 1 صفحة : 113