اسم الکتاب : مسند أحمد - ت شاكر المؤلف : أحمد بن حنبل الجزء : 1 صفحة : 100
قال: يا هذا، ما عليك أن تُقتل ههنا وتدخل الجنة، ثم قال: أستودعك الله، ومضى. قال أبي: فسألت عنه، فقيل لي: هذا رجل من العرب من ربيعة، يعمل الشعر في البادية، يقال له جابر بن عامر، يُذْكَر بخير.
وروى أحمد بن أبي الحواري: حدثنا إبراهيم بن عبد الله قال: قال أحمد بن حنبل: ما سمعت كلمة منذ وقعت في هذا الأمر أقوى من كلمة أعرابي كلمني بها في رحبة طوق، قال: يا أحمد إن يقتلك الحق مت شهيدًا، وان عشت عشت حميدًا، فقوي قلبي.
قال صالح بن أحمد: قال أبي: صرنا إلى أذنة [1]، ورحلنا منها في جوف الليل، ليفتح لنا بابها، فإذا رجل قد دخل، فقال: البشرى! قد مات الرجل، يعني المأمون، قال أبي: وكنت أدعو الله أن لا أراه.
وقال محمد بن إبراهيم البوشنجي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: تبينت الإجابة في دعوتين: دعوت الله أن لا يجمع بينى وبين والمأمون، ودعوته أن لا أرى المتوكل، فلم أر المأمون، مات بالبذندون [2]، وهو نهر الروم، وأحمد محبوس بالرقة، حتى بويع المعتصم بالروم، ورجع فرد أحمد إلى بغداد، وأما المتوكل فإنه لما أحضر أحمد دار الخلافة ليحدث ولده، قعد له المتوكل في خوخة، حتى نظر إلى أحمد ولم يره أحمد.
قال صالح: لما صدر أبي ومحمد بن نوح إلى طرسوس رُدا في أقيادهما، فلما صارا إلى الرقة حملا في سفينة، فلما وصلا إلى عانات توفي محمد، [1] أذنة، بفتحات: بلد قرب المصيصة، بنيت سنة 141 بأمر صالح بن علي بن عبد الله بن عباس. [2] البذندون: بفتح الباء والذال المعجمة وسكون النون بعدها دال مهملة: في ياقوت أنها "قرية بينها وبين طرسوس يوم، من بلاد الثغر، مات بها المأمون فنقل إلى طرسوس". فلعلها سميت باسم نهر بجوارها.
اسم الکتاب : مسند أحمد - ت شاكر المؤلف : أحمد بن حنبل الجزء : 1 صفحة : 100