الحذر من القول على الله بغير علم
ثم السلف أيضاً من منهجهم في ذلك: الحذر من القول على الله بغير علم، فالمحاور والراد يسعه إذا لم يعرف الدليل أو لم يعرف الحكم أن يقول: لا أدري، وليس في هذا حرج، ولا يضر بدينه ولا بعقيدته ولا بموقفه، والمعروف عن الراسخين في العلم الذين وضع الله في قلوب الناس قبولهم أنهم ممن يقف إذا لم يصل إلى نتيجة بينة، ولم يتبين له الدليل، أو لم يتبين له وجه الاستدلال، أو لم يتبين له وجه الحق؛ قال: لا أدري، أو أتوقف، والسلف كانوا كذلك، كان الواحد منهم أحياناً يقول: لا أدري في هذه المسألة، بل أحياناً يقول: هذه من محارات الأمور لا أعرف فيها شيئاً. فالحذر من القول على الله بغير علم، والحذر من أن تنسب إلى الدين ما ليس منه، وليس عليك حرج ولا غضاضة من أن تعترف بالعجز، فإن الإنسان بشر، والكمال لله عز وجل، والعصمة لرسوله صلى الله عليه وسلم وليست لأحد من الناس.