اسم الکتاب : نمو الإنسان من مرحلة الجنين إلى مرحلة المسنين المؤلف : آمال صادق الجزء : 1 صفحة : 672
بيوت المسنين:
يمكن القول أن الطريقة الرئيسية التي شاعت خلال القرن العشرين لعلاج الاضطراب المعرفي والانفعالي لدى المسنين هي الإيداع في المؤسسات، وكانت الطريقة الشائعة طوال الفترة بين 1900، 1955 هي الإيداع في المستشفيات العامة لمجرد التمريض أكثر منه العلاج, والأساس الذي يقوم عليه هذا التصور أن علاج المسنين لا يتوقع له إلّا الحد الأدنى من التطبيب والتحسين.
ومنذ منتصف الخمسينات بدأ الاهتمام بإنشاء بيوت للمسنين، وهي في جوهرها مراكز للتمريض والرعاية، والسبب الجوهري في هذا التطور هو الشعور بنقص الخدمات الطبية المعتادة بالنسبة لرعاية المسنين, ويمكن أن نحلل الرعاية في هذه المؤسسات إلى أربعة مستويات هي:
أ- تسهيلات تمريضية على أعلى درجات المهارة للمرضى المسنين الذين يطلبون رعاية خاصة.
ب- تسهيلات مرتبطة بالصحة للمرضى الذين يحتاجون الحد الأدنى من الرعاية التمريضية.
ج- الرعاية الشخصية مع بقاء المسن في بيئته؛ حيث يفترض أن المريض لا يحتاج إلى رعاية تمريضية, وإنما تقدم له المساعدة من خلال نشاطه اليومي المعتاد.
د- الرعاية السيكياترية للمرضى الذين يشخصون على أنهم من ذوي الصعوبات الفسيولوجية السيكولوجية.
وفي ضوء المستوى المناسب يتحدد مدى حاجة المريض المسن للرعاية داخل المؤسسات, وإذا لم يتقرر ذلك مقدمًا فإن إيداع الشخص الذي يحتاج إلى هذا النوع من الرعاية داخل المؤسسة قد تكون له آثار سلبية, حتى لو كانت المؤسسة على مستوى عالٍ من الكفاءة, ولعل أخطر هذه الآثار ما يسميه بعض الباحثين "Kermis, 1948" زملة المؤسساتية institutionalism, والتي تتمثل في مجموعة أعراض أهمها حب الذات والاعتماد على الآخرين وفقد الاهتمام بالعالم الخارجي, بالإضافة إلى فقدان الوجه لقدرته على التعبير, وميكانيكية السلوك, وهذه الزملة هي محاولة من المريض المسن للتعامل مع مناخٍ غير شخصي يسيطر عادةً في هذه المؤسسات بحجة تحقيق الكفاية, أضف إلى ذلك أن اتجاهات بعض العاملين في هذه المؤسسات نحو المسنين الذين يحتاجون لرعايةٍ مزمنةٍ تؤدي إلى تدهور تقدير الذات ومفهوم الذات لديهم, أي: لدى المسنين"، وخاصةً حين يعاملون كأطفال., وقد يزيد الأمر سوءًا ما قد يسود بعض المؤسسات من روتين جامد, ونقص الخصوصية الشخصية للمرضى, وفقدان الغلاقة الوجدانية المدعمة, وانعدام شعور المريض بالمسئولية عن اتخاذ القرار حتى في الأمور التي تخصه, وقد يؤدي ذلك إلى صدور أنماط من السلوك تشبه أعراض الاضطرابات العضوية المخية, حتى لدى الأشخاص الذين لا يعانون منها.
وفي هذا الصدد يقترح لوتون Lawton في "Cole & Barrett, 1980" فرضًا هامًّا يسميه فرض الطواعية البيئية environmental docility, خلاصته: أنه مع نقص الكفاءة العقلية المعرفية تزداد أهمية العوامل المؤثرة من البيئة الخارجية
اسم الکتاب : نمو الإنسان من مرحلة الجنين إلى مرحلة المسنين المؤلف : آمال صادق الجزء : 1 صفحة : 672