responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نمو الإنسان من مرحلة الجنين إلى مرحلة المسنين المؤلف : آمال صادق    الجزء : 1  صفحة : 634
وقد أفاد هذا الدليل كثيرًا في المقارنة بين الثقافات عبر السنوات, وقد تعَرَّض هذا الدليل لتعديلات كثيرة, آخرها ما تضمنته طبعته الرابعة DSM IV التي صدرت عام 1995.
ويعتمد دليل الجمعية الأمريكية لطب الأمراض العقلية على خمسة محاور أو أبعاد للتصنيف:
1- الاضطرابات السيكياترية الراهنة "وقت التشخيص".
2- اضطرابات الشخصية والنمو التي تمتد بجذورها في تاريخ المريض, والتي تُعَدُّ من نوع الاضطرابات طويلة الأمد.
3- الاضطرابات الجسمية التي تظهر مع محاولة الاضطراب السلوكي للتعبير عن نفسه.
4- حدة الضغوط النفسية الاجتماعية, والتي تمتد في مقياس سباعي متصل, يبدأ من عدم وجود هذه الضغوط على الإطلاق, إلى حدتها المتطرفة التي قد تصل إلى حد الكارثة.
5- أعلى مستوى لنشاط توافقي أظهره الشخص خلال العام الماضي على وقت التشخيص, ويمتد ذلك أيضًا في متصل يبدأ من التوافق الممتاز إلى العجز التام عن التوافق, وهذا المحور له أهمية خاصة في التكهن بمآل Prognosis الاضطراب في المستقبل.
ويتم التصنيف "التشخيص والتعليل" في ضوء هذه الأبعاد الخمسة، ومنها يتوصل الأخصائي النفسي أو طبيب الأمراض العقلية إلى صورة مركبة تشمل أنواع الأعراض الراهنة ودرجة تعقدها والمدى الزمني لحدوثها, والعوامل التي تفسر ظهورها, سواء في الماضي أو الحاضر, ومن ذلك مثلًا: أن تقويم المسنين الأعلى في النشاط التوافقي في السنة الأخيرة من حياة المريض "وقت التشخيص", قد يحدد درجة حدة الاضطراب الحالي، كما يحدد أيضًا درجة استجابة المريض بعد التدخل العلاجي الملائم, وعلى الرغم من التفاصيل الفنية الكثيرة التي يتضمنها هذا النسق في التصنيف, فإن الوصول إلى تشخيص وتعليل مفيدين يعتمد في النهاية على الحكم الكلينيكي الماهر اللمتخصص "Huyck & Hoyer, 1982". أضف إلى ذلك أن الاضطراب السلوكي ظاهرة ذات طابع ثقافي واجتماعي في جوهره "Kermis, 1974"؛ فالمرض النفسي أو العقلي ليس ظاهرة منفصلة، وإنما هو نوع من المتصل في الأحكام الذي يمتد من الأنماط السلوكية التي يتفق "الجميع" على أنها مرضية "كالخلط والهذاء", إلى تلك التي لا يعتبرها إلّا القليلون من هذا النوع "كالشعور بالاستلاب"[1], ولعل هذه الحقيقة الأخيرة تشير إلى واجب علماء النفس وطب الأمراض العقلية المسلمين إلى بناء نموذجٍ تصنيفيٍّ للاضطرابات السلوكية في الإطار الثقافي الإسلامي، وهذا جهد إبداعي آخر لم يتصد له أحد منهم بعد، وقد يفيد في تحقيق ذلك الاستفادة من الجهود التي بُذِلَتْ لتناول مفهوم الصحة النفسية من منظور إسلامي "Abou-Hatab 1998", وحتى يتم الوصول إلى ذلك النسق المنشود سوف نعتمد في تصنيف الاضطرابات السلوكية في طور أرذل العمر على قائمة الجمعية الأمريكية لطب الأمراض العقلية التي أشرنا إليها.

[1] تختلط بعض الكتابات المعاصرة بين مفهوم الاستلاب bereavement حين يشعر المرء أن شيئًَا أو شخصًا عزيزًا قد انتزع منه قهرًا, وبين مفهوم الاغتراب alienation.
اسم الکتاب : نمو الإنسان من مرحلة الجنين إلى مرحلة المسنين المؤلف : آمال صادق    الجزء : 1  صفحة : 634
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست