اسم الکتاب : نمو الإنسان من مرحلة الجنين إلى مرحلة المسنين المؤلف : آمال صادق الجزء : 1 صفحة : 411
المهن الأخرى "وخاصة المهن الجامعية" بكثير, ومن الأمثلة الأخرى الترتيب الهرمي التراتبي للتعليم الجامعي "المرتبط -في جوهره- بعالم العمل"، فأوصاف مثل كليات القمة والسفح والقاع -بالرغم مما فيها من إيذاءٍ للمشاعر، وسوء إدراكٍ لقيمة العمل- إلّا أنها تتضمن الضغوط الثقافية الاجتماعية التي أشرنا إليها.
تطور الحياة المهنية: تتوافر -في الوقت الحاضر- نظريات كثيرة حول النموّ المهني عبر الحياة، وسوف نقتصر على نظريتين منها, هما نظرية سوبر, ونظرية ليفنسون.
وتتلخص نظرية دونالد سوبر Donald Super في النمو المهني, والتي اقترحها عام 1957, وعدَّلَهَا عام 1963, أن الناس يمرون بخمس مراحل من نموهم المهني هي:
1- أثناء المراهقة "14-18سنة" تتبلور أفكار المراهق حول العمل, وفي هذا الوقت من المحتمل أن يتعرض الشخص لمجالات مهنيةٍ معينةٍ من خلال وسائل الإعلام أو التعليم المدرسي أو الأصدقاء أو الأقارب، أو من خلال خبرة مباشرة عند القيام بأعمالٍ لبعض الوقت "أثناء الإجازة للطلاب مثلًا", وخلال ذلك يقارن المراهق بين مختلف المجالات المهنية وقدراته ومهاراته وميوله وخصائص شخصيته وغيرها.
2- أثناء المرحلة التي يسميها هذا الكتاب بلوغ السعي أو الشباب "18-21سنة", وتتضمن بعض التفضيل المهني وبداية التدريب على مهنة معينة, وغالبًا ما يشمل ذلك تربية متخصصة أو نوعية؛ كتلك التي توفرها مراكز التدريب المهني لطلاب ما بعد المرحلة الثانوية, أو برامج الكليات المهنية "كالطب والهندسة والتربية والزراعة"[1].
3- مرحلة الدخول إلى عالم العمل لأول مرة "21-24سنة", وممارسة التدريب الذي تلقاه المرء عمليًّا, وتُعَدُّ هذه الخطوة تغيرًا جوهريًّا في إدراك الذات لدى بعض الناس؛ فمع القيام بدور "الشخص العامل" يبدأ كثيرون ممن في هذا السن في إدراك أنفسهم كراشدين لأول مرة.
4- مرحلة استقرار العمل "24-35" وفيها يزداد استقرار الشخص في مجال مهنته, ويبدأ في تنمية مكانته المهنية من خلال الترقي فيها. [1] لعل القارئ يلاحظ أن بعض الكليات الجامعية ليست لها طبيعة مهنية واضحة, ونخص بالذكر هنا كليات الآداب والعلوم، وتمثل هذه الكليات أزمة "هوية مهنية" لطلابها.
اسم الکتاب : نمو الإنسان من مرحلة الجنين إلى مرحلة المسنين المؤلف : آمال صادق الجزء : 1 صفحة : 411