responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية المؤلف : محمد محمود ربيع    الجزء : 1  صفحة : 33
الرياضة, وابتدعوا العلم الطبيعي, وابتكروا الفلسفة رغم اعترافه بأنه ليس هناك أكثر مدعاة للدهشة أو صعوبة في التفسير من الصعود المفاجئ للحضارة اليونانية[1].
هكذا قالوا: إن اليونانيين أفادوا من تراث الشرق القديم في الفنون والعلوم العملية, فأعانهم ذلك على التفرغ للبحث النظري المجرد في حقيقة الموجودات وماهيتها بحثا قوامه التحليل المنطقي, والترابط العلي, والبرهان العقلي. سهل مهمتهم أيضا اعترافهم بنظام الرق, واعتقادهم بأن الأعمال اليدوية مخصصة للعبيد, وأن للسادة الأحرار حق التمتع بما أسموه الفراغ المفيد, الذي خصصوا جانبا منه لذلك البحث النظري المجرد.
لا جدال في أن تضييق معنى ومجال الفلسفة حتى يمكن إرجاع نشأتها إلى حضارة معينة دون حضارات أخرى هو الذي حال دون إطلاقها على حكمة الشرق القديم, وإن كان ذلك يلقي ظلالا كثيفة من الشك على ادعائهم الموضوعية.
ولو اتسع مدلول الفلسفة ليشمل كلا من الحياة العقلية, والروحية لأصبح واضحا أن الفلسفة نشأت بين شعوب الشرق القديم وهو ما ذهب إليه العالم الفرنسي المعاصر ماسون أورسيل الذي اختلف مع أولئك المؤرخين. يرى أورسيل أنه ليس ثمة اليوم إنسان يعتقد بأن اليونان والرومان وشعوب أوروبا في عصورها الوسطى والحديثة هم وحدهم أهل التفكير الفلسفي. ففي مناطق أخرى من العالم سطعت أنوار الفكر المجرد ولا يطعن في هذا أن الحياة العقلية عند الشرقيين كانت أوثق اتصالا بحياتهم الدينية منها بالتفكير الفلسفي الخالص, إذ امتزج التفكير الفلسفي بالتفكير الديني في شتى عصور الإنسانية حتى ليمكن القول

[1] B. Russel, History of Western Philosophy, op. cit. p. 21, cf. G. Sarton, A History Of Science, op, cit., pp. 125-128.
كذلك توفيق الطويل، أسس الفلسفة، مرجع سابق، ص39، 40.
اسم الکتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية المؤلف : محمد محمود ربيع    الجزء : 1  صفحة : 33
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست