اسم الکتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية المؤلف : محمد محمود ربيع الجزء : 1 صفحة : 278
الفكر المادي والمثالي منذ مئات القرون[1]. يقول إنجلز في ذلك: "نحن لا ندافع أبدا عن وجهة النظر الهيجلية التي تتخذ من الروح أو العقل أو الفكرة نقطة بدء، وتعتبر العالم الواقعي نسخة من هذه الفكرة، ولقد سبقنا فويرباخ إلى ذلك ورفضها ... ولكن بعد ذلك كله يبقى الجدل الهيجلي".
الخلاصة هي: أنه بينما يتفق ماركس مع هيجل على المنهج الجدلي, فإنهما يختلفان حول طبيعته. ويشرح ماركس ذلك في إحدى مراسلاته, قائلا: "إن دورينج يعرف تماما أن منهجي ليس هو المنهج الهيجلي طالما أني مادي وهيجل مثالي. إن الجدل الهيجلي هو الصورة الأساسية لجميع أنواع الجدل، ولكن بعد أن ننزع عنه غلافه المثالي، وهذا بالضبط هو ما يميز منهجي عن منهجه"[2]. [1] انظر الفصل الخامس أعلاه. [2] F. Engels, Anti-Duhring, op. cit., pp. 457, 458, Selected Corresponence, p. 100.
أشار إليها إمام عبد الفتاح إمام، المنهج الجدلي عند هيجل، مرجع سابق، ص335.
المبحث الثاني: المنهج الجدلي المادي
يقول هيجل: إن الحقيقة ليست مجموعة من المبادئ المقررة, إنما هي عملية تاريخية وانتقال من درجات دنيا إلى درجات عليا في المعرفة, وحركتها هي حركة العلم نفسه. أما العلم, فإنه لا يمكن أن يتقدم إلا بنقد نتائجه هو باستمرار والقدرة على تخطيها. أي: إن محرك كل تغير عند هيجل هو صراع الأضداد.
رغم ذلك يعتبر الماركسيون هيجل مفكرا مثاليا؛ لاعتقاده بأن الطبيعة والتاريخ البشري هما مظهران للفكرة المطلقة, أي: إن الوجود المادي نتاج للفكرة. يعلق إنجلز على ذلك بقوله:
اسم الکتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية المؤلف : محمد محمود ربيع الجزء : 1 صفحة : 278