responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية المؤلف : محمد محمود ربيع    الجزء : 1  صفحة : 265
"فالمتعصب الأعمى هو الذي يفهم المادية بمعنى الشراهة والسكر والملذات الحسية والحياة المترفة والشهوة والبخل والطمع والجري وراء الربح والمضاربة في البورصة، أي باختصار: كل الرذائل الدنيئة التي ينغمس فيها "البرجوازي" هو نفسه سرا"[1].
أما الفكر الماركسي فيتناول كلمة مادية من حيث هي مفهوم فلسفي يتضمن طريقة معينة في فهم ظواهر الطبيعة -كما هي في الواقع- وتفسيرها على أساس مبادئ محددة, وبالتالي فهم وتفسير مظاهر الحياة الاجتماعية.
فالمادية هي النظر إلى العالم ومواجهته ووضع مفهوم له يعمل كأساس لمختلف العلوم, أي: إن ذلك المفهوم هو التفسير العام والأساس المتين لكافة أنواع الإنتاج العلمي. على عكس ذلك المثالية التي تعتبرها الماركسية فلسفة للهروب من الواقع, ومن ثم يصبح معنى المادية الجدلية النظر إلى العالم في تطوره الواقعي؛ لأن الجدل يدرس القوانين التي تفسر تطور المجتمع.
إن الشرط الجوهري للتطوير الناجح للمعرفة يتركز في التطبيق الواعي للمنهج العلمي. وتعتبر القوانين الموضوعية للواقع أساس كل مناهج المعرفة، ولعل هذا هو سبب العلاقة القوية بين المنهج والنظرية. وتجدر الإشارة هنا إلى أن موضوعية الواقع تعني أنه غير ذاتي, أي: إنه موجود في الخارج, ومستقل في وجوده عن تفكير الإنسان ووجوده.
إن المادية الماركسية ليست هي والعلوم شيئا واحدا؛ لأنها لا تتناول وجها واحدا محددا من وجوه العالم الواقعي كما يفعل كل علم من تلك العلوم، وإنما هي مفهوم للعالم في مجموعه, أي: المفهوم الذي تعترف به العلوم ضمنا. معنى ذلك: أنه كل علم يدرس وجها من وجوه "الطبيعة بما هي كذلك", أما

[1] جورج بوليتزير، المادية والمثالية في الفلسفة، مرجع سابق، ص15. كذلك انظر أعلاه، الفصل الرابع، حاشية 20.
اسم الکتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية المؤلف : محمد محمود ربيع    الجزء : 1  صفحة : 265
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست