اسم الکتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية المؤلف : محمد محمود ربيع الجزء : 1 صفحة : 177
- لم تشكل العقبات المناخية, أو البيئة في الماضي عقبات كئودا في وجه قيام بعض الحضارات الزاهرة كحضارات الإسلام والأنكاوالمايا. ولا ننسى أنه في القرن الثامن كان الإمبراطور شارلمان في أوروبا عنوانا للتأخر, بينما الخليفة العباسي هارون الرشيد واجهة لحضارة كبيرة اتخذت من بغداد عاصمة لها[1], رغم اعتدال الظروف المناخية في الأولى وقسوتها في الثانية.
- أتاح التقدم العلمي للإنسان فرصة السيطرة على تطرف المناخ عن طريق تكييف الهواء في المناطق الشديدة الحرارة أو البرودة. كما جعل من الممكن استثمار خيرات الطبيعة في أسوأ الظروف الطبيعية بواسطة المدن الصناعية في القطب, أو المنصات العائمة مثل تلك التي أقيمت في بحر الشمال لاستخراج البترول.
- لا تكفي الموارد بمفردها -سواء طبيعية أو بشرية- كمعيار للحكم على مدى تقدم الدولة. فكثير من الدول في القارات الثلاث التي يتكون منها العالم النامي تتمتع بموارد طبيعية, أو بشرية كبيرة, ومع ذلك تعاني من التخلف الشديد نتيجة للميراث الاستعماري, أو لظروف تاريخية متعددة.
- كذلك لا يكفي توفر الموارد بنوعيها في رأينا لمساعدة الباحث على تحديد نوع الحكم السائد, وهل يلتزم أم لا بقواعد القانون الدولي ومواثيق الأمم [1] Roger Gerard Schwartzenberg, Sociologie Politique op. cit., p. 199,
يرى باحثون آخرون أنه رغم أن الوسط الطبيعي, أو البيئة الطبيعية ليست ظاهرة مستقرة تماما، ورغم ازدياد سيطرة الإنسان على قوى الطبيعة وتسخيرها لصالحه، فإنه من الخطأ البين إهمال مغزى الوسط الطبيعي بالنسبة للعلاقات الدولية, انظر:
T. Mathisen, Methodlogy ln The Study of lnternational Relations, op. cit., pp. 56-58.
اسم الکتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية المؤلف : محمد محمود ربيع الجزء : 1 صفحة : 177