responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية المؤلف : محمد محمود ربيع    الجزء : 1  صفحة : 141
الذي يطلق على العدم neant الذي هو الوجود لذاته, أو الوعي.
وهناك اتفاق بين الوجوديين -على الأقل بين كير كجارد وياسبرز- على رفض اعتبار الوجود شيئا يمكن أن نجرده, ونعرفه من الخارج بوصفه أحد المعطيات الموضوعية، ذلك أن صبغته الجوهرية بإطلاق هي صبغة الذاتية وعلى هذا الأساس فإنه وراء حدود كل معرفة, ولا يمكن رده إلى مفهوم، وهو مستعصٍ على كل محاولة ترمي إلى إدخاله في قوالب التصورات[1], وهو ما يضع ادعاء الفلسفة الوجودية بأنها غير مثالية موضع التساؤل.
قد يساعدنا هذا على توضيح موقف الوجودية -عند الأربعة الكبار: كير كجارد وياسبرز وهايدجر وسارتر- من مفهوم الفلسفة بصفتها دوما التحليل العيني في أشد صوره اصطباغا بالفردية بهدف الكشف إما عن حقيقة غير قابلة للوصف، حقيقة شخصية إلى أقصى حد، أو عن مفهوم كلي شامل للإنسان وللعالم الذي يجري في رحابه تحديد مصير الإنسان.
وقد عبر ياسبرز عن ذلك جزئيا في دراسته لنيتشه بقوله: "إن ما ينبثق من أعماقنا هو وحده الشيء الحقيقي". ويتفق فيلسوف وجودي آخر هو جابريل مارسل مع هذا المفهوم, وإن كان لا يوافق على وجهة نظر هايدجر وسارتر التي تفسر الأشياء بالاكتفاء بما في داخلها "الباطنية"[2].
ربطت الوجودية بين حرية الإنسان ووجوده. فالإنسان من وجهة نظر كير كجارد يجد نفسه حيال "مواقف" عليه أن يختار من بينها, وتترتب المسئولية على اختياره هذا. إلا أن الاختيار كثيرا ما يتحقق في حال يجمع بين الشك والحيرة, وعندئذ يصير الإنسان رب أفعاله.

[1] أ. فورست "الماهية والوجود" في: مجلة شواهد Temoignages مايو 1947، ص216، 217، استشهد به ريجيس جولفيه, المذاهب الوجودية، مرجع سابق 12، 13.
[2] كارل ياسبرز، نيتشه والمسيحية، طبعة فريتز سايفرت 1938، ص84، 85، في المرجع السابق، ص11، 64 "حاشية".
اسم الکتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية المؤلف : محمد محمود ربيع    الجزء : 1  صفحة : 141
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست