اسم الکتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية المؤلف : محمد محمود ربيع الجزء : 1 صفحة : 139
الذي ليس شيئا مغايرا لوجوده ذاته. فالتحليل الوجودي إذًا سمة من السمات الأكيدة للوجودية, ولكنه ليس كافيا لتعريفها.
يضم التيار الثاني فلاسفة مثل هايدجر وسارتر. وقد رفض هذا التيار نوع الوجودية التي عبر عنها التيار الأول بسبب وقوعه في تناقض ناتج عن موقفه الذي تعدى حد القضاء على الفلسفة إلى القضاء على كل تعبير عن الوجودية. فالوجودي المتسق مع نفسه في رأي كير كجارد يقتصر على أن يوجد, وأما الباقي كله فزائد عن الحاجة كما سبقت الإشارة. وما الكلام المستفيض إلا علامة وجود خطابي أكثر منه واقعيا. إن الشخص الواجد نفسه بالمعنى الأصيل صامت حتى بينه وبين نفسه, وفي هذا الوجه تستنفد الفلسفة الوجودية نفسها, أي: تنكر نفسها إنكارا كليا.
لهذا يرى التيار الثاني أن الوجودية يجب أن تقتصر على التحليل الوجودي الذي يريدون استخدامه ليقيموا عليه فلسفة وجود, أو علم وجود Science de ldees. هذا الهدف واضح على الأخص عند هايدجر, كما أن سارتر لم يتبرأ منه في كتابه الوجود والعدم.
يشمل التيار الثالث فلاسفة مثل كامي وباتاي, وإن كان لا يربطهم بالوجودية إلا اعتقادهم بأن الوجود, والعالم عبث سخيف في جوهره.
وفي غياب تعريف متفق عليه من جانب الفلاسفة أنفسهم، نجد أن التعريفات المأثورة للوجودية جاءت من قبل النقاد الذين عرفها بعضهم بأنها "التصميم المشترك على اتخاذ نقطة البداية من تحليل التجربة العينية المعاشة من حيث تناول الإنسان نفسه بشكل مباشر بدلا من مجرد اتخاذه نقطة للوصول، وعدم اللحاق به إلا بعد بحث يبدأ من طريق مجرد ... يبدأ بالله والوجود والعالم والمجتمع وقوانين الطبيعة والحياة". ويعرف آخرون الوجودية بأنها تنحصر من حيث جوهرها في "تأكيد أن الوجود عبارة عن وضع خالص Position pure
اسم الکتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية المؤلف : محمد محمود ربيع الجزء : 1 صفحة : 139