responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية المؤلف : محمد محمود ربيع    الجزء : 1  صفحة : 133
في المستقبل "من وجهة نظرها طبعا". ويشرح ويليام جيمس رأيه بقوله:
"يجب على البراجماتية أن تؤجل إعطاء إجابة جامدة؛ لأننا لا نعلم بعد بشكل يقيني أي أنواع الدين يمكن أن يلعب دورا أحسن على المدى البعيد"[1].
المفكر الأمريكي الثالث الذي ساهم في تطوير البراجماتية هو جون ديوي. لم يختلف هذا عن سابقيه من حيث النظر إلى الحق على أساس أنه التحقق من منفعة الفكرة عن طريق التجربة. كما اتفق مع مقولة: إن صواب العقيدة تتوقف على نتائجها العملية, أو قيمتها المنصرفة كما سبقت الإشارة.
أسهم جون ديوي في مجال البراجماتية بمذهب جديد أسماه مذهب الذرائع, وقصد به أن الفكر ما هو إلا وسيلة أو ذريعة في خدمة الحياة. يتلخص ذلك المذهب في المطالبة بتطبيق منهج البحث العلمي في شتى مجالات التفكير, وخاصة مجال القيم في السياسة والأخلاق والجمال بهدف تغيير القيم لتلائم ظروف الحياة. والمنهج العلمي من وجهة نظره هو الأسلوب الذي يلجأ إليه الباحث للخروج من نطاق الفكر إلى نطاق العمل.
اعتبر ديوي أن الحياة تقوم بعملية تنسيق بين الفرد وبيئته, وأن العقل أداة لترقية الحياة وليس أداة للمعرفة, فاتسع معنى البراجماتية لديه بحيث أصبح صواب الفكرة, أو المبدأ يعني تكيفه مع حياة الآخرين ومعتقداتهم, وليس مع حياة الفرد العملية فقط.
إن الناس من وجهة نظره لا يزاولون التفكير إذا كانت حياتهم سهلة لينة، وهم لا يضطرون إلى التفكير إلا إذا واجهتهم المصاعب. حينئذ

[1] W. James. Pragmatism op. cit, pp. 192. 193, B. Russel, History of Westren Philosophy, op. cit., p. 846,
حول الموقف اللامبدئي للفلسفات المثالية من الدين, والإيمان انظر المقدمة أعلاه.
اسم الکتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية المؤلف : محمد محمود ربيع    الجزء : 1  صفحة : 133
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست