اسم الکتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية المؤلف : محمد محمود ربيع الجزء : 1 صفحة : 126
ثم تشرح الماركسية المقصود من كملة مادة فتبين أن عالم الواقع المكون من الطبيعة والمجتمع يشتمل على أشياء يمكن رؤيتها أو لمسها أو قياسها تسمى كل منها مادة تمييزا لها عنن جونب أخرى لا يمكن رؤيتها أو لمسها أو قياسهاوإن كانت موجودة مثل الأفكار والعواطف والرغبات والذكريات والتي تسمى الجوانب الفكرية للإنسان، وهي غير مادية. معنى ذلك أن كل ما هو موجود ينقسم إلى مجالين مادي وفكري "أو مثالي". ويمكن التعبير عن ذلك أيضا بالقول أن للواقع ومادي ووجه مثالي[1].
على نفس المنوال، هناك مفهومان لكلمة مثالية. فالمفهوم الأخلاقي يرى أن المثالية أو المثال هو الغرض السامي الرفيع الذي يختلف عن الأغراض الأنانية الضيقة. كما تستعمل كلمة مثالي بشكل خاطئ أحيانا لتدل على الإنسان الذي يضحي بنفسه من أجل فكرة أو قضية ما.
أما المفهوم الفلسفي والدقيق لكلمة مثالية فيختلف عن ذلك تمام الاختلاف. فكلمة مثالي كما سبقت الإشارة مشتقة من مثال التي كان أول من استعملها الفيلسوف الأغريقي أفلاطون بمعنى "الصورة الفكرية التي توجد على منطها الأشياء المادية". من هنا ترجمت الكلمة ومشتقاتها في اللغات الأوروبية أما بالأفكار أو المثل. من هنا ترجمت الكلمة ومشتقاتها في اللغات الأوروبية أما بالأفكار أو المثل. والمثالية تنظر إلى الكون المادي من خلال الذات العارقة، وتعلق وجود الطبيعة المادية على جود العقل الذي يدركها.
ترى الماركسية إن دعاة الفلسفات المثالية قد استغلوا ذلك الخلط بين المفهومين الأخلاقي والفلسفي ليخلعوا على أنفسهم صفات لا يتمتعون بها. فاستنادا إلى تفسيرهم العالم بوجود الفكرة أو الروح قبل المادة، يدعون أنهم [1] المرجع السابق، ص9، ف كيللي، م. كوفالزون، المادية التاريخية، مرجع سابق، ص547، وما بعدها، جورج بوليتزير، المادية والمثالية في الفلسفة، مرجع سابق، ص16، 17.
اسم الکتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية المؤلف : محمد محمود ربيع الجزء : 1 صفحة : 126