اسم الکتاب : تاريخ الفلسفة الحديثة المؤلف : يوسف مكرم الجزء : 1 صفحة : 342
سنين كان خلالها موضع تقدير كبير, ولكن خصومه أخذوا عليه آراءه في الدين فلم يجدد انتخابه.
ب- كتب كثيرًا في المجلات والجرائد، ومنها مجلة "وستمنستر" التي كان يحررها بنتام وجيمس مل. وقد جمع مقالاته الكبرى في عدة مجلدات بعنوان "مقالات ومناقشات". ونشر كتبًا عدة نذكر أهمها: كتاب "المنطق القياسي والاستقرائي" " 1843 " كان له صدى كبير في أوروبا؛ و"مبادئ الاقتصاد السياسي" " 1848 " يجعل فيه من هذا العلم جزءًا من علم الاجتماع، ويعرف ما في الاشتراكية من وجه حق و"مقال في الحرية" " 1859 " يدافع فيه عن الحرية الشخصية متابعًا الميل العام في إنجلترا ومتأثرًا بفرنسا، فقد كان قضى فيها سنة " 1820 - 1821 " فأحبها وأحب أدبها، ولما شبت فيها ثورة 1830 قصد إلى باريس وأعجب بما رآه من روح النهضة الاجتماعية عند رجالها الإصلاحيين؛ وكتاب "في النفعية" " 1861 " يدافع فيه عن مبدأ المنفعة في العمل ويعرض لتصحيح مذهب بنتام وتكميله؛ و"مراجعة فلسفة هاملتون" " 1865 " ينقد فيها المذهب الحدسي؛ و"أوجست كونت والفلسفة الواقعية" " 1865 " تعقيب على الفيلسوف الفرنسي يقبل آراءه في المعرفة الإنسانية ولا يتابعه في آرائه السياسية والدينية, بل يعتبرها إضافات مستقلة عن الأولى كل الاستقلال؛ و"ترجمته لحياته" " 1873 "؛ ثم "محاولات في الدين" نشرت بعد وفاته " 1874 ".
ج- على سعة مطالعاته وكثرة كتابته جاء أسلوبه ضعيفًا معقدًا؛ فإن عبارته متثاقلة متعثرة بل هي أحيانًا غير صحيحة؛ حتى ليمكن القول: إن مطالعاته الأدبية كانت سطحية لم تؤهله لأن يصير كاتبًا ولم تهذب تفكيره. فالفرق كبير بينه وبين بسكال مثلا الذي تثقف هو أيضًا بإرشاد والده ولكنه كان ناضج الفكر عميقه قوي الأسلوب إلى حد الإعجاز. ولم تؤهله مطالعاته الفلسفية لفهم جميع المسائل، بل إن دراساته المنطقية لم تجعل منه عقلا منطقيا، حتى إن ستانلي جفونز، بعد أن شرح كتابه في المنطق عشر سنين بجامعة لندن عملا ببرنامجها، نقد الكتاب نقدًا عسيرًا وقال: إن تدريسه ضار بتكوين الشباب, وإن "عقل مل كان متناقضًا في جوهره، لم يمس شيئًا إلا خلط فيه". يضاف إلى ذلك أنه لم يكن عالمًا
اسم الکتاب : تاريخ الفلسفة الحديثة المؤلف : يوسف مكرم الجزء : 1 صفحة : 342