responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الفلسفة الحديثة المؤلف : يوسف مكرم    الجزء : 1  صفحة : 237
الفكر إلى الوجود. ولكنه هو الذي يلزمنا مذهبه ويحاجنا به كأنه ثابت لا ينقض. إن الشعور بالذات فعل، والفعل وجود، ولا يعقل أن يكون الوجود هنا مقولة الوجود أو الإيجاب، فلفظ الذات مأخوذ بمعنى واحد في المقدمتين. فهذه حالة واحدة على الأقل لا تخضع للشروط العامة التي يزعمها كنط للمعرفة وهي المقولات. وديكارت على حق حين يقول: إنه يدرك وجود الأنا المفكر إدراكًا مباشرًا, وإن كان قد أخطأ الحق حين ظن أن الإدراك المباشر واقع على جوهر لامادي. وقد غلا كنط في الفصل بين الفكر والوجود حتى فصل بينهما في "أنا أفكر". وفي هذه الملاحظات ما يوضح وجه الحق في المسائل الأولى والثانية والثالثة. أما المسألة الرابعة فالحجة الأولى فيها صائبة. إن معرفتي الأنا متمايزًا عن اللاأنا لا تدل بذاتها على أن الاثنين متمايزان في الواقع، وعلى أن الإنسان قد لا يكون مركبًا من نفس وجسم متحدين اتحادًا جوهريًّا. ولكن الحجة الثانية مبنية على مذهب كنط في المعرفة، وليس هذا المذهب ملزمًا كما تقدم. وإذا كان إنكار جوهرية الجسم والنفس يسقط دعوى الماديين، فهو يسقط أيضًا دعوى الروحيين, فأي ربح يعود علينا من الفلسفة النقدية؟
103 - الجدل الصوري: 3 - نقد العلم الطبيعي النظري:
أ- يقول كنط: لأجل تعيين مسائل هذا العلم ينبغي الرجوع إلى المقولات، فما معاني النطق إلا بعض مقولات الفهم مطلقة من قيود التجربة. إن مبدأ الاستدلال هذا هو المشروط، وهذا المشروط سلسلة، فالمقولات التي تنطبق عليه هي التي يكون التركيب فيها سلسلة من الشروط مترتبة بعضها على بعض. فمن حيث الكمية، نجد أن كل حدس فهو مصحوب بمقدارين هما الزمان والمكان: أما الزمان فالظواهر التي فيه تؤلف لذاتها سلسلة؛ وأما المكان فليس سلسلة لذاته وإنما هو مركب، ولكن إذا اعتبرنا طريقة إدراكنا وجدنا أن له ما نقوم به من تركيب أجزائه هو تركيب متتالٍ، ومن ثمة يتم في الزمان ويؤلف سلسلة؛ والنطق يقتضي أن يكون للعالم بداية في الزمان وحد في المكان حتى يقف عند المطلق. ومن حيث الكيفية أو حقيقة العالم في المكان، نصادف مسألة ما إذا كان المركب في المكان ينقسم إلى أجزاء لا تتجزأ، إذ إن مثل هذه القسمة التامة أو اللامشروطة

اسم الکتاب : تاريخ الفلسفة الحديثة المؤلف : يوسف مكرم    الجزء : 1  صفحة : 237
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست