responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الفلسفة الحديثة المؤلف : يوسف مكرم    الجزء : 1  صفحة : 197
90 - مبادئ الحكم:
أ- مبدأ الديمقراطية الفضيلة, أي فضيلة؟ لقد عرفها مونتسكيو تعريفات مختلفة، فقال في التنبيه الذي قدم به للكتاب: إنها "حب الوطن، أعني: حب المساواة. إنها ليست فضيلة أخلاقية ولا فضيلة مسيحية، ولكنها فضيلة سياسية". وقال في موضع آخر: "هي حب القوانين والوطن، هي الإيثار المتصل للمنفعة العامة على المنفعة الخاصة" "م 4 ف 5 ". ويقترب بها من الفضيلة الأخلاقية حيث يقول "م 5 ف 3 ": إن حب الديمقراطية هو أيضًا حب العفة، إذ بدون عفة عامة تحد إلى الضروري حق استعمال الثروة تنعدم المساواة, يريد أن المواطن في الديمقراطية مطالب بالخضوع للقوانين من تلقاء نفسه ما دام هو الحاكم وهو الرعية في آن واحد، وما دام هذا الخضوع الضروري لبقاء الديمقراطية لا يتسنى إلا برضاه.
ب- وفي الأرستقراطية الفضيلة لازمة أيضًا، ولكن بقدر أقل، أي: إنها لازمة للحكام يأخذون أنفسهم بالاعتدال والنظام بحيث يتساوون فيما بينهم؛ غير لازمة للمحكومين لأنهم يخضعون للقوانين بقوة الحكومة القائمة.
ج- وفي الملكية تقوم الحكومة بغير حاجة ماسة للفضيلة، فإن مبدأها الكرامة أو الشرف أعني: حرص هيئاتها على امتيازاتها, والدفاع عنها كي تحول دون انقلاب الملكية إلى طغيان، وبذلك تؤدي وظيفتها. فإذا اعتبرت كل هيئة أن كرامتها تقوم في صيانة حقوقها "ومضى كل إلى الخير العام وهو يعتقد أنه يمضي إلى مصالحه الخاصة" فللملكية ميزة، إن جاز هذا القول، هي أنها تقوم بدون الفضيلة الضرورية للديمقراطية والأرستقراطية، وهذه الفضيلة عسيرة نادرة.
د- ومبدأ حكومة الطغيان خوف الشعب من السلطان، وفي هذا الخوف كبح للشعب وحماية له في نفس الوقت، حماية من تفاقم عبث المقربين من السلطان وهم الذين يفرضون القوانين على الشعب، فإنهم هم أيضا تابعون لهوى السلطان. فانتفاء القوانين، وانتفاء الطبقات، وتساوي الجميع في العبودية, تلك أظهر خصائص الحكم الاستبدادي، ولا محل فيه للفضيلة والكرامة، لا عند

اسم الکتاب : تاريخ الفلسفة الحديثة المؤلف : يوسف مكرم    الجزء : 1  صفحة : 197
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست