اسم الکتاب : الشامل في الصناعة الطبية المؤلف : ابن النفيس الجزء : 1 صفحة : 79
وإذا فُعل الأمران [1] ، كلاهما [2] ، فلا شك أن فعل هذا الدواء يكون [3] أتم. فلذلك، يؤمر متناول هذا الدواء بكشف [4] مواضع البَرَصِ للشمس الحارة لتصيبه فتسخَّنه، ولا أقل من أن يكون ذلك بقدر ساعة أو أكثر قليلاً، وذلك بحسب قوة الشمس وضعفها؛ وأن يخلط مع هذا الدواء ما يقوى حرارته.
ثم إن المعالجين بهذا الدواء، وقع بينهم الاختلاف فى الدواء الذى يخلطونه به [5] ؛ فبعضهم كان يخلط مع هذا الدواء مثل ربعه عاقِرقَرْحا وبعضهم كان يخلط مثل ثلثه سَلْخ الحية [6] ومثل ثلثه ورق السِّذَاب [7] فيكوِّن من هذين جزءٌ، ومن آطِرِيلالِ جزءٌ ونصف، يسحق كلٌّ على حدة، ويخلط الجميع. يستفُّ منه كل يوم، وزن ثلاثة دراهم، ويُردف قليلَ شرابٍ عتيق. يُفعل ذلك خمسة أيام. وبعضهم يسحق هذا الدواء، ويعجنه بالعسل، ويشرب منه كل يوم وزن مثالين بماءٍ حارٍّ. يُفعل ذلك خمسة عشر يوماً.
والأجودُ عندى أن يكون ما يُسقى من هذا الدواء فى أول الأمر، بقدرٍ يسير؛ وذلك بقدر نصف درهم، ثم يزاد قليلاً قليلاً. لأن استعمال الكثير، بغتةً [1] ن: الأمرين. [2] :. كليهما. [3] ن: ليكون. [4] غير واضحة في المخطوطتين، وتُقرأ في كليهما: بحر! [5] - ن. [6] سلخُ الحية هو الجلدُ الذي يسقط عن جسم الثعابين عند نزول شمس الحمل، لأنه يكون قد جَفَّ من البرد والمكثف تحت الأرض، وأجوده جلد الذكور (تذكرة أولى الألباب 197/1) وقد استخدمه الأطباء للعلاج، خاصةً في أدوية العين (المعتمد المفردة، ص 237) . [7] السِّذَاب هو شجرٌ يقارب شجر الرمان، أوراقه تقارب الصعتر - الزعتر - البستاني، إلا أنها سبطة، وله زهرٌ أصفر، يخلف بزراً مُرَّ الطعم، وصمغه شديد الحِدَّة، مَن شّمه؛ مات بالرعاف والبرِّىُّ منه أحدُّ وأقوى (تذكرة أولى الألباب 186/1) .
اسم الکتاب : الشامل في الصناعة الطبية المؤلف : ابن النفيس الجزء : 1 صفحة : 79