اسم الکتاب : الشامل في الصناعة الطبية المؤلف : ابن النفيس الجزء : 1 صفحة : 236
ولأجل هذا التخَلْخُل، فإن [1] جوهره ليس برزين. ولما كانت يبوسة هذا النبات لأجل تخَلْخُل مائيته، بحيث كان ما يتحلَّل من مائيته أكثر، كانت يبوسته أشد. ولذلك الأرز الهندى أَيْبَسُ من غيره، وأكثر أرضيةً. وذلك لأجل كثرة تحلُّل مائيته، بسب قوة الحرِّ هناك.
وفى جوهر الأُرْز هوائيته، ولذلك هو خفيفُ الوزن، وإذا طُبخ فى الرطوبة أو نُقع فيها، ربا جرمه كثيراً. وذلك لأجل كثرة نفوذ الرطوبة فى جِرْمه، لأجل تخَلْخُله؛ ولأجل هذا التخَلْخُل، فإنه لا يتولَّد منه دَمٌ كثيرٌ. وذلك لأجل فقدانه اللدونة واللزوجة اللتين يكثر منهما الدم [2] ، لأن الدَّم يحتاج أن يكون من جوهرٍ لدِنٍ، ليتمكَّن أن يكون تكوُّن [3] الأعضاء منه سهلاً، لأنه إنما يمكن كذلك، إذا كان شبيهاً بجواهر الأعضاء، والأعضاءُ [4] أكثرها لَدِنةٌ. ولما كان الأُرْزُ فاقداً للِّدونة [5] ، لا جَرَم كان غذاؤه [6] أقلَّ من غذاء الحنطة بل من غذاء الحندروس بل من غذاء الشعير. بل أظنه - وإن كان كثيرٌ من الأطباء يأبى ذلك - قابضاً، فإذا المائية تقلُّ فى الأُرْز، والأرضية تكثر فيه؛ فلذلك، هو قابضٌ. [1] :. فلان. [2] العبارة في المخطوطتين، كالتالي: اللدونة اللزوبة فإنه لا يتولَّد منه دم اللتين يكثر منهما الدم. [3] -:. . [4] :. للدنة. [5] هـ: غذاءه. [6] -:. .
اسم الکتاب : الشامل في الصناعة الطبية المؤلف : ابن النفيس الجزء : 1 صفحة : 236