اسم الکتاب : الشامل في الصناعة الطبية المؤلف : ابن النفيس الجزء : 1 صفحة : 130
الفصل الرابع في فِعْلِه في أَعْضاءِ النَّفْضِ
إنّ الرصاص مع أن برده غير مفرط، فإنَّ تبريده إذا وُضع على عضوٍ، كان مفرطاً. وذلك لأنه - مع أنه يبرد بقوة - فيه كتبريد باقى الأدوية، فهو أيضاً يبرِّد بما هو باردٌ بالفعل، فإن لُمِسَ؛ وُجِدَ [1] بارداً بالفعل، وذلك لأجل ما فيه من المائية الجامدة.
فلذلك، إذا اتُّخذت منه صفيحةٌ، ورُبطت على عضوٍ، برَّدته جداً. فلذلك إذا وُضع على القَطَنِ [2] ورُبط عليه مُدَّة، برَّده جداً، خاصةً والقَطَن مستعدٌ جداً للتبريد. لأنه مع كثرة عظامه، موضعٌ على بُعْدٍ من القلب - ومنه [3] أكثر التسخين - وإذا برد هذا الموضع، لزم ذلك تبريد أوعية المنِىِّ. لأنَّا بيَّنَّا أن هذه الأوعية، هى العروق النازلة له من الكُلى إلى الأُنثيين [4] إلى الرِّجلين [5] ؛ وهذه يستحيل فيها المنِىُّ بإحالة ما يصل إليه من الخميرة التى تنزل من الرضاع، لقِلَّة النخاع فى عظم الصُّلْب، وتنتهى إلى هذه العروق، فتُحيل ما فيها من الدم إلى طبيعتها - كما بيَّنَّاه فى كلامنا فى المنى - وإذا بردت تلك الأوعية؛ قلَّت حِدَّةُ [1] ن: وجدا. [2] القطن في اللغة: ما عرض من الثبج، وهو الموضع العريض بين الثبج والعَجُز (لسان العرب 123/3) ويُقال الفقرات القطنية على أسفل سلسلة الظهر. [3] يقصد: من القلب. [4] الأُنثيان: الخصيتان. [5] يشير العلاء (ابن النفيس) هنا لأجزاء التشريح من الشامل، وهي أجزاءٌ مفقودة.. حتى الآن!
اسم الکتاب : الشامل في الصناعة الطبية المؤلف : ابن النفيس الجزء : 1 صفحة : 130