اسم الکتاب : الشامل في الصناعة الطبية المؤلف : ابن النفيس الجزء : 1 صفحة : 119
التى مضى عليها زمانٌ طويلٌ جداً. لأن جميع هذه القروح، لابد وأن تكون كثيرة الوسخ والرطوبة، فيكون فيها ما يكسر حِدَّة هذا الدواء [1] ، فلا تنفعل عن لذعه، ويكون هو شديد التنقية لها، خاصةً إذا كان مخلوطاً بالعسل، لأن العسل يعينه على ذلك، بجلائه [2] ، وبأن يسيل فيستصحب معه هذا الدواء ويوصله إلى جميع أجزاء هذه القروح.
وكذلك، هو نافعٌ جداً فى تنقية سواد الجلد وأوساخه التى تكثر لأجل كثرة فضول البدن، وذلك لأجل حِدَّة - شدة - جلاء هذا الدواء. وكذلك، يبلغ من جلائه، أن يقشِّر خشكريشة الحمرة [3] ونحوها [4] .
والمسحوق من هذا الدواء، مع الخلِّ إذا طُلى به دَاءُ الثعلب [5] أبرأه وذلك، لم فيه من الجلاء والتجفيف. والخلُّ يعينه على ذلك بتقطيعه وتلطيفه.
ونقول: إن هذا الدواء حارٌّ لطيفٌ، ولذلك صار يوضع فى الأدهان الحارَّة [1] هـ. [2] :. بجلاه. [3] الحمرة: ورمٌ في ظاهر الجلد، يجلب الحمى، ويحرق البشرة فيصير ما يسمَّى حمرة (القانون في الطب 116/3) وقوله هنا خشكريشة الحمرة يقصد به الطبقة اليابسة التي تعلو هذا الورم. وكثيراً ما يستخدم العلاءُ لفظة خشكريشة وهي كلمة عامية، لا توجد في (لسان العرب!) وإنما اشتُقَّت - عامياً - من كلمة خشكار التي شرحها القوصوني بقوله: هو الدقيق الذي لم يُنزع لُبُّه ولا نُخَالته ثم يضيف: ولم أر مَنْ ذكر هذا اللفظ من أئمة اللغة، وإنما ذكره الأطباء (قاموس الأطباء وناموس الألباء 163/1) . وعلى ذلك، تكون كلمة خشكريشة دالة تَيُّبسِ البشرة، فيصير لها ملمس الخبز الخشكار، وذلك عند جفاف القروح أو تجلُّط الدم، ونحو ذلك. [4] العبارة عند الرازي (الحاوي 21/20) بلفظ: يقشِّر خشكريشة الجمرة. [5] داءُ الثلق عِلَّةٌ يتناثر منها الشَّعْرُ. وإنما سُمِّيت بذلك، لعروضها للثعلب (قاموس الأطباء وناموس الألباء 21/1) .
اسم الکتاب : الشامل في الصناعة الطبية المؤلف : ابن النفيس الجزء : 1 صفحة : 119