اسم الکتاب : الشامل في الصناعة الطبية المؤلف : ابن النفيس الجزء : 1 صفحة : 110
محرقة، وحارة باعتدال. وأرضية هذا الثمر، لابد وأن تكون أزيد من مائيته ويظهر ذلك إذا اعتصر، وذلك إذا كان رطباً، وأما إذا يبس، فإن مائيته تقلُّ جداً، وتبقى أرضيته بحالها، فلذلك تكون [1] بالنسبة إلى المائية، كثيرةٌ جداً.
وكثرةُ الأرضية، يلزمها رزانةُ الجرم، وذلك لأجل زيادة ثقل الأرض، فلو لم يكن فى جوهر هذا الثمر، ما يوجب خِفَّته، لكان يكون ثقيلاً جداً. فلذلك لابد وأن يكون فى جوهره هوائيةٌ، تُحدث له الخِفَّةُ.
وهذه الهوائية، تكون أولاً يسيرةٌ، وبالقدر الذى لابد منه فى تحقُّق هذا الثمر؛ ثم بعد ذلك يزداد، إذا أُنقصت [2] المائية. وذلك، لأن نقصان هذه المائية لابد وأن يلزمه خلو مواضع من تلك المائية. وليست هذه المواضع جميعها تمتلئ بجرم هذا الثمر، وذلك بأن تتجمَّع أجزاؤه، حتى لايبقى فيه فروج [3] - وذلك لأن جرم هذا الثمر صلبٌ لايسهل فيه هذا التجمُّع - فلابد وأن يبقى فيه فُرَجٌ وتلك [4] الفُرَجُ لو لم يملأها جوهرٌ هوائى، لزم أن تبقى خالية. والخلاءُ محال [5] . فلذلك، لابد وأن تتحرَّك [6] إلى هذه الفروج هوائيةٌ تملأها، ويلزم ذلك، زيادة [1] :. يكون. [2] ن: انقضت. [3] ن: قروح! وغير واضحة في هـ. [4] :. وذلك. [5] يستخدم العلاء - ابن النفيس - هنا، قضايا الفلسفة العامة التي استقرت من قبله بقرون، ومنها قضية استحالة الخلاء في العالم، بمعنى أن العالم كله: ملاءٌ. وهي قضيةٌ كان فلاسفة اليونان قد أفاضوا في الكلام عليها، منذ عصر الطبيعيين الأوائل. ثم استكمل بحثها، خلفاؤهم من فلاسفة اليونان والفلاسفة العرب المسلمين، من أمثال الفارابي وابن سينا. [6] :. يتحرك.
اسم الکتاب : الشامل في الصناعة الطبية المؤلف : ابن النفيس الجزء : 1 صفحة : 110