responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحاوي في الطب المؤلف : الرازي، أبو بكر    الجزء : 1  صفحة : 28
قَالَ والخدر يحدث عَن الْبرد ويجلب على الْأَعْضَاء الَّتِي يكون فِيهَا عسر الحسّ وَالْحَرَكَة قَالَ جالينوس وَسقط رجل عَن دَابَّة فصكّ صلبه الأَرْض فلمّا كَانَ فِي الْيَوْم الثَّالِث ضعف صَوته وَفِي الْيَوْم الرَّابِع انْقَطع البتّة وَاسْتَرْخَتْ رِجْلَاهُ وَلم تنَلْ يَدَيْهِ آفَة وَلَا بَطل نَفسه وَلَا عسر أَيْضا وَذَلِكَ وَاجِب لِأَن مَا كَانَ من النخاع أَسْفَل الْعُنُق كَانَ قد ورم فاسترخى لذَلِك العضل الَّذِي بَين الأضلاع فَبَقيَ التنفس للعضو دون الصَّوْت لِأَنَّهُ يكون بالحجاب وبالست العضلات الفوقانية وَأما النفحة الَّتِي هِيَ مَادَّة الصَّوْت فبطلت لِأَنَّهَا تكون بالعضل الَّذِي فِيمَا بَين الأضلاع فَأَرَادَ الْأَطِبَّاء أَن يضعوا على رجلَيْهِ أدويةً لجهلهم فمنعتهم وقصدت أَنا الْموضع الَّذِي وَقعت بِهِ السقطة فَلَمَّا سكن الورم الَّذِي فِي النّخاع فِي الْيَوْم السَّابِع عَاد صَوته واستوت رِجْلَاهُ لي لم تنَلْ يَدَيْهِ آفَة لِأَن عصبها يجيئها من نخاع الْعُنُق.
وَرجل آخر سقط عَن دَابَّته فَذهب حسّ الْخِنْصر والبنصر وَنصف الْوُسْطَى من يَدَيْهِ فَلَمَّا علمت أَنه سقط على آخر فقار الرَّقَبَة علمت أَن مخرج العصب الَّذِي بعد الفقارة السَّابِعَة أَصَابَهَا ورم فِي أول مخرجها لِأَنِّي كنت أعلم من التشريح أَن الْجُزْء الْأَسْفَل من أَجزَاء الْعصبَة إِلَّا)
خيرة من العصب النَّابِت من الْعُنُق يصير إِلَى الإصبعين الْخِنْصر والبنصر ويتفرق فِي الْجلد الْمُحِيط بهما وَفِي النّصْف من جلد الْوُسْطَى.
فِي الثَّالِثَة من الْمَوَاضِع الآلمة قَالَ فامّا السكات فإنّه لمّا هُوَ غلب من الْحُدُوث بَغْتَة يدل على أَن خلطاً بَارِدًا غليظاً أَو لزجاً يمْلَأ وَاسْتَرْخَتْ بطُون الدِّمَاغ واستدّل على شدته وَضَعفه بِمِقْدَار ابطأ من النَّفس وَشدَّة النَّفس الَّذِي لَهُ وقعات وفترات وَيكون دُخُوله وَخُرُوجه بكدّ واستكراه شَدِيد وَإِذا كَانَت الآفة فِي السكات فِي الدِّمَاغ قتل سَرِيعا لِأَن التنفس يبطل وأعضاء الْوَجْه فِي هَذَا لَا تتحرّك واسترخى مَا دونهَا وَإِن كَانَ أَسْفَل من الْعُنُق بَقِي التنفس سليما وَبَطل مَا سواهُ وَإِن حدث فِي جَانب من النخاع استرخت فِي ذَلِك الْجَانِب وَبِالْجُمْلَةِ فالآفة تحدث بالأعضاء الَّتِي تنَال عصبها آفَة.
الرَّابِعَة مِنْهُ لَيْسَ مَتى وجدت العليل بَقِي لَا يحسّ وَلَا يتحرّك فَهِيَ سكتة لِأَن السبات كَذَلِك لَكِن إِذا وجدته مَعَ ذَلِك يغطّ ويستكره نَفسه فَتلك سكتة وَفِي الْأَكْثَر تنْحَل بفالج يحدث لي قَالَ مَتى استرخى عُضْو من الْأَعْضَاء فضع الْأَدْوِيَة على منبت عصبه فانّا نَحن قد شفينا قوما قد استرخت أَرجُلهم قَلِيلا بأدوية وضعناها على الْقطن فبرؤا من غير أَن نضع على الرجلَيْن شَيْئا بتة.
وَآخر كَانَ بِهِ جِرَاحَة فِي اليتيه فانكشف عَنهُ فِي العلاج اللَّحْم فلمّا برْء رجله عسرة الْحَرَكَة فعلنَا بالحدس أَنه بَقِي من الورم الَّذِي كَانَ بِهِ بَقِيَّة فِي بعض تِلْكَ الْأَعْضَاء فَوَضَعْنَا عَلَيْهِ أدوية تحلل فبرأ

اسم الکتاب : الحاوي في الطب المؤلف : الرازي، أبو بكر    الجزء : 1  صفحة : 28
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست