responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحاوي في الطب المؤلف : الرازي، أبو بكر    الجزء : 1  صفحة : 220
بولس قَالَ إِذا حدث فِي الْعين وجع فَانْظُر هَل ذَلِك لفلغموني أم لخلط حاد أنصب إِلَيْهَا بِلَا ورم أم لامتلاء الصفاقات وتمددها من أخلاط غَلِيظَة أم لرياح منفخة فعالج اللذع بالأشياء الَّتِي تعدل المزاج فَإِن كَانَ الورم فلغمونيا فاستفرغ الدَّم وإسهل وأدلك الْأَعْضَاء السفلية أفعل ذَلِك إِلَى أَن ينضج الورم حَتَّى إِذا نضج الورم الحاد وَلم تكن فِي الْبدن فضول كَثِيرَة فالحمام حِينَئِذٍ مُوَافق فَإِن كَانَ الورم فلغمونيا فعالج باستفراغ الدَّم وإسهال الْبَطن ودلك الْأَعْضَاء السفلية وَأما أَنْوَاع التمدد كُله فعالج باستفراغ الْبدن كُله ثمَّ بِمَا يحلل مَا قد احتقن فِي الصفاقات ويكمد بالأشياء الحارة وَيصب فِيهِ طبيخ الحلبة فَإِن كَانَ التمدد من دم غليظ فِي عروق الْعين من غير امتلاء الْبدن فليشرب الْخمر فَأن لَهُ قُوَّة تسخن وتفتح وتستفرغ.
قَالَ وَأما الرمد فَإِنَّهُ إِذا كَانَ عَن سَبَب باد مثل حرارة الشَّمْس أَو غُبَار أَو دهن دخل الْعين فَأَنَّهُ ينْحل سَرِيعا بفقد السَّبَب البادي.
قَالَ وَأما الَّذِي يهيج بَال سَبَب باد وَلَا يكون مفرطا فَأَنَّهُ ينْحل فِي ثَلَاثَة أَيَّام أَو أَرْبَعَة وَسَهل علاجه وَهُوَ أَن يتوقى الْأَسْبَاب الَّتِي يهيجه من خَارج ويقلل الْأكل وَالشرب وَالْحَرَكَة ويلين الْبَطن ويستفرغ الْبدن فَإِن لبث بعد ذَلِك اسْتعْمل الأشياف الْمَانِعَة فَإِذا سكن التزيد فأكحله بدواء السنبل وكمده بطبيخ إكليل الْملك والحلبة وان كَانَت الْمَادَّة الَّتِي مِنْهَا الرمد ألف غَلِيظَة وَلَيْسَت بشديدة الْحَرَارَة فَلَا تسْتَعْمل هَذِه الأشياف لِأَن هَذِه تزيد فِي غلظ الْمَادَّة بل اسْتعْمل الْأَشْيَاء الَّتِي لَهَا قُوَّة تحلل وتدق ميل الشياف الْمُسَمّى حنا قون وَبعد استفراغ الْبدن كُله أَن كَانَت الرُّطُوبَة شَدِيدَة الانحصار فِي الرَّأْس فانصب المحجمة على نقرة الْقَفَا بِشَرْط ثمَّ علق الْجَبْهَة من نَاحيَة الْعين الوجعة وضمد الْعين عِنْد الوجع الشَّديد بالضماد الْمُتَّخذ من الزَّعْفَرَان والكربرة والأفيون ودهن ورد وخشخاش وَإِن لم يكن الرمد حارا وَأَرَدْت أَن تدفع الْمَادَّة فأكحله بِالصبرِ فِي النَّوَازِل قَالَ إِذا ابتدأت النزلة وَنزل إِلَى الْعين فامنع من الطَّعَام وَالشرَاب مَا أمكن وَليكن الشَّرَاب المَاء وَيتْرك الْحَرَكَة وَالْجِمَاع ويفصد ويلين الْبَطن ويلطخ الْجُبَّة والأجفان بالأشياء الْمَانِعَة القابضة الْبَارِدَة وَإِن كَانَت النزلة بَارِدَة وَرَأَيْت لون الْعين أَبيض فأطل الْجَبْهَة بعد الاستفراغ وتلطيف التَّدْبِير أطل على الْجَبْهَة هَذَا الطلاء يُؤْخَذ من الكبريت الْأَصْفَر والبورق وَنَحْوهمَا)
والترياق مداف بِمَاء ويطلى على الْجَبْهَة فينفع من النزلات الْبَارِدَة وينفع أَيْضا إِذا شرب نفعا عَظِيما

اسم الکتاب : الحاوي في الطب المؤلف : الرازي، أبو بكر    الجزء : 1  صفحة : 220
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست