responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحاوي في الطب المؤلف : الرازي، أبو بكر    الجزء : 1  صفحة : 130
هَؤُلَاءِ يتنفسون تنفسا عَظِيما متفاوتا وانجذاب الشراسيف إِلَى فَوق يظْهر فِي ورم الْحجاب مُنْذُ أول الْأَمر وَفِي الدِّمَاغ فِي آخر الْأَمر والحرارة تكون فِي الرَّأْس أَكثر مَتى كَانَت الْعلَّة فِي الدِّمَاغ وَفِي الْبَطن مَتى كَانَت فِي الْحجاب.
الأولى من تقدمة الْمعرفَة قَالَ السرسام قتال جَمِيع جنسه قَالَ الْأَحْدَاث يموتون من الحميات الَّتِي يخْتَلط فِيهَا الْعقل وَيكون فِيهَا خراج خَارج فِي الصماخ أسْرع مِمَّا يَمُوت الكهول والمشايخ.
الأولى من الْفُصُول من كَانَ بِهِ وجع شَدِيد وَلَا يحسه فعقله مختلط.
الثَّالِثَة الْجُنُون يعرض فِي الخريف بِحَسب كَثْرَة الأخلاط الرقيقة الردية الصفراوية فِيهِ قَالَ ابو بكر الْعَامَّة تسمى مَجْنُونا أَصْحَاب الصرع والماليخوليا والأختلاط وَبَين هَذِه الثَّلَاثَة فرق كَبِير وَذَلِكَ أَن أَصْحَاب الصرع أصحاء فِي كل حَال أَلا فِي ذَلِك الْوَقْت والماليخوليا لَيْسَ مَعَه سهر وَلَا توثب على النَّاس وَلَا يخلط كثير فِي كَلَامه بل رُبمَا لم يكن مُخَالفا للأصحاء أَلا فِي أَشْيَاء)
قَليلَة بأفكار ردية وَإِذا طَال بِهِ خلط تَخْلِيطًا كثيرا أَلا أَنه فِي ذَلِك كُله ينحو نَحْو الْعَاقِل وَيلْزمهُ الْخَوْف والفزع وَالْغَم.
واما الْجُنُون فمعه توثب وحركات سريعة قَوِيَّة وسهر واختلاط دَائِم ألف بثقل الرَّابِعَة قَالَ كل اخْتِلَاط يكون مَعَ جرْأَة وإقدام وخبث نفس فَأَنَّهُ من السَّوْدَاء وَاسْتدلَّ أَيْضا مَعَ ذَلِك بِسَائِر دَلَائِل غَلَبَة السَّوْدَاء لي يَقُول أَنه من السَّوْدَاء الَّتِي عَن احتراق الصَّفْرَاء الَّتِي من الْخَلْط الْأسود إِذا كَانَ مَعَ الْحمى الَّتِي مَعَ ورم الدِّمَاغ الْبَوْل الْأَبْيَض الرَّقِيق القوام فَأَنَّهُ دَال على عَلامَة الْهَلَاك وَلَا اعْلَم أحدا هَذِه حَالَة سلم وَذَلِكَ أَن الاجود إِذا كَانَت هَذِه الْعِلَل مرارية أَن يرى الْغَالِب فِيهَا على الْبَوْل المراري لي إِذا ابيض الْبَوْل فِي ابْتِدَاء السرسام فَأَنَّهُ سيحدث اختلاطا وَأَن لم يكن كَانَ بعد.
الْخَامِسَة إِذا انْعَقَد للْمَرْأَة فِي ثدييها دم دلّ ذَلِك على جُنُون لِأَن ذَلِك يدل على أَنه قد صَار إِلَى أعالي الْبدن دم حَار كثير يبلغ من حرارته.
وحرارة الْبدن كُله أَن يَسْتَحِيل ذَلِك الدَّم إِلَى اللَّبن وَفِي ذَلِك الْحَال لَا يُؤمن من أَن يصير من ذَلِك البخار إِلَى الرَّأْس فيختلط الْعقل.
السَّادِسَة كل اخْتِلَاط يكون مَعَ ضحك فَهُوَ اسْلَمْ وَمَا كَانَ مَعَ حزن وهم فَهُوَ اردء وَالَّذِي مَعَ جرْأَة وتوثب وأقدام شَرّ أَيْضا لِأَن الأول يكون من دم أسود أَو حرارة من غير خلط رَدِيء كالحال فِي اخْتِلَاط الْعقل الْكَائِن عَن الشَّرَاب وَالَّذِي مَعَ جرْأَة يكون عَن السَّوْدَاء والكائن مَعَ توثب يكون من السَّوْدَاء الْحَادِث عَن احتراق الصَّفْرَاء وَهَذِه الْخَلْط فِي غَايَة الرداءة.
قَالَ وَالْجُنُون لَا يكون فِي حَال من البلغم لانه يحْتَاج فِي كَونه إِلَى أَن يكون الْخَلْط الْمُحدث لَهُ لذاعا مهيجا والصفراء دَائِما بِهَذِهِ الْحَال وَأما السَّوْدَاء فَأَنَّهَا تصير بِهَذِهِ الْحَال فِي بعض الْأَحْوَال إِذا احْتَرَقَ احتراقا كثيرا وعفن وَصَارَ لَهُ حدّة حِينَئِذٍ لي قد بَين جالينوس هَاهُنَا أَن الْجُنُون شَبيه بشباهة الصَّفْرَاء.

اسم الکتاب : الحاوي في الطب المؤلف : الرازي، أبو بكر    الجزء : 1  صفحة : 130
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست