responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحاوي في الطب المؤلف : الرازي، أبو بكر    الجزء : 1  صفحة : 106
الثَّانِيَة من تقدمة الْمعرفَة قَالَ الصّبيان يعرض لَهُم التشنج مَتى كَانَت حماهم حادة وبطونهم مُتَعَلقَة وَكَانُوا يسهرون ويتفزعون ويبكون تحول ألوانهم إِلَى الخضرة وَإِلَى الْحمرَة والكمودة وأسهل مَا يكون حُدُوثه بالذين يرضعون وهم فِي غَايَة الصغر إِلَى أَن يبلغُوا إِلَى سبع فَأَما الصّبيان وَالرِّجَال فَلَا يحدث عَلَيْهِم الحميات لتشنج إِلَّا لأنر صَعب ألف جدا مثل العارضه فِي البرسام وَقَالَ التشنج يحدث لهَؤُلَاء الصغار لضعف عصبهم وَكَثْرَة تغذيتهم ويسهل رجوعهم إِلَى الْحَال الطبيعية وَأما الرِّجَال فَكَمَا أَنه يعسر وقوعهم فِيهِ كَذَلِك يعسر خُرُوجهمْ مِنْهُ وَقد يعرض التشنج بِلَا حمى أَيْضا إِذا غلب على الْبدن الْبرد وَكَثُرت فِيهِ الأخلاط الْبَارِدَة الغليظة وَيحدث أَيْضا إِذا حدث فِي الأعصاب والأوتار ورم حَار بِسَبَب مُشَاركَة الدِّمَاغ لَهَا فَأَما الشَّاب الأقوياء فيحتاجون فِي الْوُقُوع من الحميات فِي التشنج إِلَى أَسبَاب قَوِيَّة كَمَا يكون فِي البرسام الْخَبيث الردى لي يحْتَاج أَن يكون السرسام قَالَ وَمن عَظِيم دلائله اعوجاج الْعين وتصريف الْأَسْنَان وَكَثْرَة طوف الْعين والحول فَأَما الصّبيان فقد يكفى السهر وَحده أَو الْفَزع أَو تمدد الْبدن أَو اعتقال الْبَطن أَو رداءة اللَّوْن فِي إِحْدَاث التشنج عَلَيْهِم فِي الحميات والألوان الكمدة تدل على رداءة الأخلاط والحمرة على كَثْرَة الدَّم الثَّالِثَة من الْفُصُول إِذا عرضت الْحمى بعد التشنج فَهُوَ خير من ان يعرض التشنج بعد الْحمى.
قَالَ جالينوس التشنج يكون من الاستفراغ وَإِمَّا من الامتلاء فَإِذا عرض للصحيح بَغْتَة فَإِنَّهُ ضَرُورَة من الامتلاء فَإِنَّمَا يمتلى العصب من الكيموس اللزج الَّذِي مِنْهُ يغتذى فَإِذا حدثت الْحمى بعد هَذَا التشنج فكثيرا مَا يسخن ذَلِك الكيموس ويحلله فَإِذا عرض للْإنْسَان بعد حمى محرقة أَو استفراغ فَإِنَّهُ لَا يكَاد يبرؤ وَذَلِكَ إِنَّه حِينَئِذٍ من يبس فِي العصب وَيحْتَاج إِلَى مُدَّة طَوِيلَة حَتَّى يرطب وحدة الْمَرَض فبشدته لَا يُمْهل لشدَّة الوجع لَكِن يجلب نوبا سَرِيعا.
الرَّابِعَة قَالَ من إِصَابَة تشنج أَو تمدد ثمَّ إِصَابَة حمى انحل بهَا مَرضه قَالَ جالينوس التمدد)
صنف من أَصْنَاف التشنج إِلَّا أَنه لَيْسَ ترى الْأَعْضَاء فِيهِ متشنجة لِأَنَّهَا تتمدد إِمَّا إِلَى قُدَّام وَإِمَّا إِلَى خلف والتمدد وَجَمِيع أَصْنَاف التشنج فِي قَول بقراط يكون إِمَّا من امتلاء الْأَعْضَاء العصبية وَإِمَّا من استفرغها وَالَّذِي يكون من حمى محرقة فحدوثه من اليبس فَمَا كَانَ يحدث ابْتِدَاء فَوَاجِب أَن يكون تولده من امتلاء فَهَذَا الصِّنْف من التشنج يحلل الْحمى إِذا حدث بعده بعض تِلْكَ الرُّطُوبَة وَالْفضل ينضج بعض برودتها وَهَذَانِ هما غَرَض الْأَطِبَّاء ألف فِي علاجهم من هَذِه الْعلَّة فَالْوَاجِب أَن التشنج بعد الْحمى ردى والحمى بعد التشنج الْحَادِث ابْتِدَاء جَيِّدَة لي لَوْلَا أَن مَعَ التمدد وجع شَدِيد لَكَانَ لَا يحس لِأَن الْعُضْو لَيْسَ يمِيل فِيهِ وَلَا إِلَى جِهَة وَاحِدَة لكنه منتصب والماهر من الْأَطِبَّاء يعلم إِذا رَآهُ أَن ذَلِك الْعُضْو مَعَ انتصابه يتمدد وَكَأَنَّهُ قد طَال.

اسم الکتاب : الحاوي في الطب المؤلف : الرازي، أبو بكر    الجزء : 1  صفحة : 106
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست