responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجماهر في معرفة الجواهر المؤلف : البيروني    الجزء : 1  صفحة : 65
واخبرني أحد أهل بغداد أن الغواصين قد استحدثوا في هذه الأيام للغوص طريقا زالت به مسقة إمساك النفس وتمكنوا من التردد في البحر من الضحوة إلى العصر وما شاؤا وبحسب محبة المكرى اياهم وتوفره عليهم وهى آلة من جلود يدخلونها إلى اسفل صدورهم ثم يشدونها عند الشراسيف شدا وثيقا ثم يغوصون ويتنفسون فيها من الهواء الذى داخلها ولابد في هذا من ثقل عظيم يجذبه مع ذلك الهواء إلى اسفل ويمسكه في القرار واصرف منه أن يوصل باعالى تلك الآلة بازاء الهامة بربخ من جلد على هيئة الكم مستوثق من دروزه بالشمع والقير وطوله بقدر عمق ما يغوص فيه ويوصل رأس البربخ بجفنة واسعة من ثقبة في أسفلها ويعلق في حافتها زق او زقاق منفوخة يدوم بها طفوها فيجرى نفسه في تجويف البربخ جذبا وأرسالا ما شاء مدة اللبث في الماء ولو ايإما - ويكون الثقل الراسب به اقل مقدارا لحصول الطريق للهواء ينحصر به والله اعلم -
في ذكر الأخبار في اللآلئ
ذكر الأخوان انهما شاهدا في خزانة الأمير يمين الدولة درة معقدة وهى الفوفلية ذات القاعدة وزنها مثقالان وثلثا مثقال وانها بثلاثين الف دينار وكانت تسمى يتيمة وهذا لقب لها من غير أشارة إلى اليتيمة المشهورة - وكل لؤلؤة لم تكن لها اخت تضاهيها في المنظر وتؤخيها فقد وقع عليها اسم اليتيم والانفراد الا انهم يسمونها فريدا لأن اليتيم قد اختص بالمشهورة - قال المتنبى
وكأن الفريد والدر واليا ... قوت من لفظه وسام الركاز
فالفريدة الدرة التي تصير واسطة بعد الأخوات والدر المذكور بعدها ما ازدوج عن جنبيها وسام الركاز وهو عرق الذهب في المعدن يعنى الشذور الفاصلة في النظام قال ابو بكر الفارسي -
والنخل يشبهه الفسيل وانما ... تهدى المحارة لؤلؤا وفريدا
والثقل ممدوح في الدر من جهتين أحداهما انه يدل على الاندماج والاكتناز وانضمان الطبقات لم يتخللها هواء او آفة والثانية انه يدل على عظم الجثة والثقل بحسبها وقال الشاعر -
يفتر عن مثل نظم الدر أتقنه ... بحسن تاليفه في العقد مثتْقِنُه
عابوا وفور ثناياه فقلت لهم ... الدر اكبره في العين أثمنه
وقال ابن الرومى -
ثقلت في كفه الميزان فانكدرت ... تهوى وشال خفاف الناس مقدارا
إذا هوى الدر في الميزان صيره ... تاجا إلى قمة العلياء إسوارا
وقال ابن المعتز -
يرسب الدر في البحور ويعلو ... ها غثاء الازباد والأقذاء
وهو لابد ان يرام ويستخ ... رج من قعر لجة خضراء
ثم يعلو من بعد ذلك في تي ... جان هام الجبابر العظماء
وقال رجل من ربيعة يضع من قحطان في جواب ابي نواس:
اول مجد له وآخره ... في طلب الغوص في قواربها
فان أصابوا بهن لؤلؤة ... كزهرة الشمس في كواكبها
لم يصيبوا في قحطان مشتريا ... لها وضاقوا ذرعا هناك بها
جاؤا يسوقونها إلى ملك ... منّا مهين الموال واهبها
حتى إذا ما اشترى كريمتهم ... شراء لا ماكس لصاحبها
علقها في قلادة نظمت ... لسابق الخيل في حلائبها
وفرق عبيد الله بن عبد الله بن ظاهر بين الدريتن التوأميتن في الصدفة الواحدة فقال -
قد توجد الدرتان في الصدفة ... والدر يختاره الذى عرفه
الواحدة لم تحط بقيمتها ... واختها دون قيمة الصدفة

اسم الکتاب : الجماهر في معرفة الجواهر المؤلف : البيروني    الجزء : 1  صفحة : 65
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست