«وهذا فيه علم وحساب يطول شرحه. فمن أراد معرفة ذلك فعليه بكتاب الأنواء لابن قتيبة، فلا غنى «للمؤذن فى معرفته ليحتاط على معرفة الصبح» . (نهاية الرتبة فى طلب الحسبة لعبد الرحمن بن نصر الشيزرى، مصر، طبع مصر، ص 112) لا نظن أن ابن قتيبة ألف كتابين أو ثلاثة فى نفس الموضوع.
والذى قاله البيرونى ليس إلا إشارة إلى محتويات الكتاب، لا إلى إسمه. لأنه قال «كتب الأنواء» ، وهذا اسم عشرات من الكتب لشتّى المؤلفين، مختلفة فى المادة والتفصيل. فأراد البيرونى أن فى كتاب الأنواء لابن قتيبة علم مناظر النجوم، أكثر من أنواء المطر، كما هو الحال عند غيره من مؤلفى كتب الأنواء. أما الذى كتبه ناسخا المخطوطتين فى اوكسفورد، فليس له أهمية فعندهما تناقض وتعارض، فمرة يقولون كذا ومرة خلافه.
ولما صرّح ابن قتيبة نفسه فى تأليف له أن اسم كتابه هو «كتاب الأنواء» ، وهذا هو الاسم الذى عرف به بعده من لدن ابن النديم والشيزرى وابن خلكان وغيرهم فلا يعتنى إلى عنوان آخر ولو ذكره أبو الريحان البيرونى. والعصمة لله.
ترجمة ابن قتيبة
أما ترجمة حياة المؤلف، فقد أثبتها ناشر وكتاب الميسر، وكتاب عيون الأخبار، وكتاب المعانى الكبير ما فيه غنى عن إعادتها. ولا نعرف كثيرا من سوانح حياته إلا أنه ولد سنة 213، وكان قاضيا فى دينور،