ابن قتيبة فى تفضيل العرب على العجم فنحكم فيه بعين اليقين. أما ما فى كتابنا هذا؛ فجميع ما قال ابن قتيبة عن الموضوع، هو كما يلى:
«وكان غرضى فى جميع ما أنبأت به الاقتصار على ما تعرف العرب فى ذلك وتستعمله، دون ما يدعيه المنسوبون إلى الفلسفة من الأعاجم، ودون ما يدعيه أصحاب الحساب. فانى رأيت علم العرب بها هو العلم الظاهر للعيان، الصادق عند الامتحان» (فقرة «2» ص 1، 2) .
فلا توجد فيه داعية كافية للحملة الشعواء التى حمل بها البيرونى على مؤلفنا. ولو صح ما روى البيرونى، فهو أمر سياسى، يتعلق بجواب غلاة الشعوبية الذين أنكروا جميع الفضل للعرب، بدوّيهم وحضريّهم، وكان فى الحقيقة دسيسة وسترا ينقمون من ورائه الإسلام وتسويته بين جميع أبناء آدم. فلا فائدة ههنا فى البحث عن هذه المغالاة والتنافس.
المخطوطات من كتاب الأنواء
استفدنا فى تهيئة هذا الطبع من جميع ما يعرف من محظوطات هذا الكتاب. وهى أربعة: الاثنتان منها فى اوكسفورد (إنكلترا) ، والثالثة فى بغداد، والرابعة فى مصر:
(1) مخطوطة اوكسفورد TNUH.) رقم 480) . هى نسخة جميلة الخط، فى 85 ورقة، من القطع المتوسط، بسبعة عشر سطرا فى كل صفحة، يقع كتاب الأنواء فيها من ورقة 1/ب إلى 83/الف؛ ثم يجيىء بعد ذلك كتاب ناقص الآخر، مجهول العنوان، مجهول المؤلف فى وصف الفصول الأربعة وما يقابلها من شهور السنة الشمسية السريانية.
يبتدئ: