السارق والمسروق منه. وليس كذلك بين معاصرين حيث يحتمل أن يكون كل واحد منهما على سبيل البدل أغار على صاحبه بدون أن نقدر على تعيينه؛ ويمكن كذلك أن يكونا قد اقتبسا المواد عن عين المصدر وهو كتب من تقدمهما مثل مؤرج والأصمعى وابن كناسة.
ومما يؤيد بيان المسعودى أن عبارات عديدة من أنواء ابن قتيبة توافق حرفا حرفا ما زوى عن أبى حنيفة الدينورى. وفى كثير من الأحيان بيان الدينورى أكمل وأكثر إطنابا، وبيان ابن قتيبة أوجز وأقصر.
والذى يدعونا خاصة إلى قبول بيان المسعودى أن الأخطاء أيضا مشتركة بينهما. ولا يقال إن الدينورى نقل خطأ ابن قتيبة بدون أن ينتبه إليه، لأنه توجد منها أمثلة تدل على أن بيان الدينورى أطول، فلا يمكن أن يكون ابن قتيبة سرقه، بل عكس ذلك، مثلا فى رواية حديث نبوى عن أصناف السحاب وأمارات الغيث (فقرة «196» ص 169) ، أو فى تفسير كلمة إمّرة» (فقرة «66» ص 52) إلى غير ذلك مما يطول ذكره ههنا.
إلزام البيرونى على ابن قتيبة
إن البيرونى حمل على ابن قتيبة من ناحية أخرى فقال فى ذكره المنازل عند أهل خوارزم (فى كتاب الآثار الباقية، ص 238) :
«وهم أعرف بها كانوا من العرب. يدلّك على ذلك موافقة تسميتهم لها للاسماء التى سمّاها متولى تصويرها ومخالفة فى ذلك من العرب وتصورهم إياها بغير صورها حتى أنهم عدوّا الجوزاء فى جملة البروج مكان التوأمين ... وكذلك لو تأملت أساميهم للكواكب الثابتة، لعلمت أنهم كانوا