responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإشارات في علم العبارات المؤلف : خليل بن شاهين    الجزء : 1  صفحة : 795
تشتته وَبعده عَن وَطنه وأقربائه أَو ينْتَقل من دَار إِلَى دَار وَإِمَّا أَن يودع أحدا أَو أحد يودعه تغير أَحْوَال دهره ثمَّ بعد ذَلِك يَسْتَقِيم حَاله.
وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه يُسَافر رَاكِبًا ومؤوناته وأسبابه كَامِلَة فَإِنَّهُ يدل على انتظام أَحْوَاله ونيل آماله وَإِن كَانَ بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ السّفر فِي التَّأْوِيل يدل على ثَلَاثَة أَشْيَاء أنتقال من مَكَان إِلَى مَكَان وَمن حَال إِلَى حَال وَمن رأى أَنه يُسَافر وَهُوَ مَرِيض فَإِنَّهُ يَمُوت.
وَمن رأى أَنه أَخذ زَاد السّفر فَإِنَّهُ قد قدم خيرا لقَوْله تَعَالَى وتزودوا فَإِن خير الزَّاد التَّقْوَى وَأحسن السّفر مَا كَانَ إِلَى جِهَة الْقبْلَة.
وَقَالَ بعض المعبرين رُؤْيا السّفر لأهل الصّلاح تؤول بِالْغَنِيمَةِ لقَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: سافروا تغنموا وبالعز وتفريج الهموم لقَوْل الإِمَام الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ لبَعض أَصْحَابه الصلحاء)
شعرًا:
(أما ترى المَاء فِي الخليج زلالا ... فَإِذا طَال مكثه يتدنس)
وَلأَهل الْفساد بِحُصُول الْعَذَاب لقَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: السّفر قِطْعَة من الْعَذَاب.
وَأما الطيران والاستقرار فَإِنَّهُمَا يؤولان على أوجه قَالَ دانيال من رأى أَنه يطير كالطير من مَكَان إِلَى مَكَان فَإِنَّهُ يدل على السّفر وعلو قدره بِمِقْدَار علوه من الأَرْض فِي الطيران.
وَمن رأى أَنه طَار إِلَى السَّمَاء فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مضرَّة عَاجلا وَإِن لم ينزل من طيرانه فَإِنَّهُ يدل على ارتحاله من الدُّنْيَا.
وَقَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَنه يطير بِغَيْر ريش فَإِنَّهُ يتَغَيَّر من حَال إِلَى حَال.
وَمن رأى أَنه يطير من سطح إِلَى سطح آخر فَإِنَّهُ يُطلق امْرَأَته ويتزوج بغَيْرهَا أَو يَشْتَرِي جَارِيَة.
وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه طَار إِلَى عنان السَّمَاء فَإِنَّهُ يدل على الْحَج وَمن رأى أَنه طَار من دراه إِلَى دَار مَجْهُولَة فَإِنَّهُ يدل على قرب أَجله فليتب إِلَى الله.
وَمن رأى أَن لَهُ أَجْنِحَة لَا تشبه أَجْنِحَة الطُّيُور فَإِنَّهُ يحصل لَهُ أَمر عَظِيم بِحَيْثُ يتعجب مِنْهُ النَّاس.
وَمن رأى أَنه يطير إِلَى السَّمَاء ثمَّ ينزل إِلَى الأَرْض فَإِنَّهُ يمرض بِحَيْثُ يشرف على الْمَوْت وَيُعَافى باذن الله تَعَالَى.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ حُكيَ ان رجلا أَتَى ابْن سِيرِين فَقَالَ لَهُ رَأَيْت كَأَنِّي أطير فِي السَّمَاء وَالْأَرْض فَقَالَ لَهُ أَنْت رجل تكْثر المنى.
وَمن رأى كَأَنَّهُ طَار فَوق جبل فَإِنَّهُ يُصِيب ولَايَة يجْتَمع لَهُ فِيهَا الْملك وَإِن سقط على شَيْء نَالَ ذَلِك الشَّيْء وَإِن لم يصلح للولاية دلّت رُؤْيَاهُ على أَنه يمرض ويشرف فِي مَرضه على الْمَوْت أَو يَقع مِنْهُ خطأ فِي دينه والطيران يدل على سفر إِذا كَانَ بجناح وَإِن لم يكن بجناح فَإِنَّهُ إنتقال من حَال إِلَى حَال وَإِن بلغ فِي طيرانه مَا قصد نَالَ فِي سَفَره خيرا وَمن رأى أَنه طَار من أَرض إِلَى أَرض نَالَ قُوَّة وشرفا كَمَا قيل:
( ... ... ... ... ... ... ... ... . . ... وَإِذا نأى بك منزل فتحول)
وَمن رأى أَنه طَار من سفل إِلَى علو بِغَيْر جنَاح نَالَ أمْنِيته وارتفع بِقدر مَا علا وَمن رأى كَأَنَّهُ طَار كَمَا تطير الْحَمَامَة نَالَ عزا.)
وَمن رأى كَأَنَّهُ طَار حَتَّى توارى فِي جو السَّمَاء فَإِنَّهُ يَمُوت.
وَقَالَ السالمي من رأى أَنه يطير من مَكَان إِلَى مَكَان وَكَانَ طيرانه عرضا فَإِنَّهُ يتَوَجَّه إِلَى مَوضِع لم يعهده أَو يُسَافر سفرا وينال فِيهِ رفْعَة على قدر مَا استعلى من الأَرْض أما الطيران فيؤول بالتمني هَذَا إِذا رُؤِيَ كثيرا وَأما الطيران لأهل الصّلاح فيؤول بِطَلَب الْعلم وَيكون مبلغه فِيهِ بِقدر استعلائه وَلأَهل الْفساد بِطَلَب الفسوق وَالشَّر ولغيرهم بِطَلَب أَمر قد جد فِيهِ وَأما الطيران فيؤول بخفة الْعقل والطيش فِي حَال الْغَضَب أَو يكون فَرحا مَسْرُورا لقَوْل النَّاس طَار فلَان من الْفَرح.
وَمن رأى أَنه طَار مصعدا مستويا فَإِنَّهُ حُصُول ضَرَر لَهُ بِقدر صُعُوده واستعلائه وَإِن أستقر من ذَلِك الطيران خلص من ضَرَر وَمن رأى أَنه يطير وَهُوَ وَاقِف مَكَانَهُ فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا وَأحسن الطيران مَا كَانَ نَحْو الْقبْلَة.
وَمن رأى أَنه طَار ثمَّ اسْتَقر بمَكَان مَعْرُوف فَإِنَّهُ يؤول بِقطع السّفر إِذا كَانَ فِيهِ وَإِن لم يكن فِيهِ فَلَا بُد لَهُ من السّفر ووصوله إِلَى مَكَان يُريدهُ سالما.
وَمن رأى أَنه طَار وَهُوَ رَاكب فَإِن كَانَ صَاحب منصب فَهُوَ مُفَارقَة ذَلِك المنصب وَإِن لم يكن فَهُوَ مُفَارقَة عز هُوَ فِيهِ وَإِن طَار المركوب مَعَه فِي سفر فَإِنَّهُ منصب وَإِن اسْتَقر هُوَ مَا يركبه على الأَرْض فَهُوَ حُصُول عز.
(الْبَاب الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ)

(فِي رُؤْيا الفراعنة وَأهل الْأَدْيَان الْبَاطِلَة وقطاع الطَّرِيق وَأهل الجرائم وَنَحْو ذَلِك)
أما الفراعنة فَإِنَّهَا تؤول على أوجه قَالَ ابْن سِيرِين من رأى أحدا من الفراعنة الْمُتَقَدِّمين أَو ملكا جائرا دخل

اسم الکتاب : الإشارات في علم العبارات المؤلف : خليل بن شاهين    الجزء : 1  صفحة : 795
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست