responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإشارات في علم العبارات المؤلف : خليل بن شاهين    الجزء : 1  صفحة : 754
3 - (فصل فِي رُؤْيا قصب السكر وَمَا يعْمل مِنْهُ)
وَجُمْلَة مَا يعْمل مِنْهُ السكر النَّبَات وَالسكر المكرر وَالسكر الدون وَتقدم تَعْبِير ذَلِك.
وَأما الْخلّ فَهُوَ رزق حَلَال ولطالب الْأُمُور حُصُول الْمَقْصُود وَحل العقد لاشتقاق اسْمه خُصُوصا لمن اسْتَعْملهُ أَو جمعه.
وَأما الْقطر وَهُوَ الْمُسْتَخْرج من الْقصب بعد مَا ذكر فَإِنَّهُ خير وَمَنْفَعَة ورزق بسهولة ونمو لما فِيهِ من الْقطر وَأما القطارة فَإِنَّهَا دون ذَلِك وَهِي من نَوعه ورؤيتها من حَيْثُ الْجُمْلَة محمودة خُصُوصا إِن أكلهَا وَرُبمَا كَانَ مَالا وسعة وَأما الْمُرْسل وَهُوَ دونهَا فَإِنَّهُ يؤول بِمَال من جِهَة وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يمص قصبا فَإِنَّهُ يصير إِلَى أَمر يكثر كَلَامه فِيهِ وَلَكِن يَسْتَحِيل مِنْهُ.
3 - (فصل فِي رُؤْيا عسل النَّحْل)
هُوَ نعْمَة وغنيمة والشهد بَالغ فِي حُصُول المُرَاد.
وَقَالَ ابو سعيد الْوَاعِظ بلغنَا أَن رجلا أَتَى إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَقَالَ: رَأَيْت فِي الْمَنَام ظلة تنظف السّمن وَالْعَسَل وَالنَّاس يلعقونها فمستكثر مِنْهَا ومستقل. فَقَالَ أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ: دَعْنِي يَا رَسُول أعبرها. فَقَالَ: أَنْت من ذَلِك. فَقَالَ ابو بكر: إِنَّمَا هُوَ الْقُرْآن وتلاوته حلاوته وَالنَّاس يأخذونه فمستكثر ومستقل.
وروى أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: رَأَيْت كَأَنِّي فِي قبَّة حَدِيد وَإِذا عسل من السَّمَاء فيلعق الرجل اللعقة واللعقتين ويلعق الرجل أَكثر من ذَلِك وَمِنْهُم من يحسو. فَقَالَ أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ دَعْنِي أعبرها يَا رَسُول الله فَقَالَ: أَنْت من ذَلِك. فَقَالَ: أما قبَّة الْحَدِيد فالإسلام وَأما الْعَسَل الَّذِي ينزل من السَّمَاء فالقرآن وَأما الَّذِي يلعق مِنْهُ اللعقة واللعتين فَالَّذِي يتَعَلَّم السُّورَة والسورتين وَأما الَّذِي يحسونه فَالَّذِينَ يجمعونه. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: صدقت يَا أَبَا بكر.
وروى أَن عبد الله قَالَ يَا رَسُول الله إِنِّي رَأَيْت فِي الْمَنَام أَن إصبعي هَذِه تقطر سمنا وَهَذِه تقطر عسلا وإنني ألعقهما فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: تقْرَأ الْكِتَابَيْنِ. وَالْعَسَل لأهل الدّين حلاوة وتلاوة الْقُرْآن وأعمال الْبر وَلأَهل الدُّنْيَا إِصَابَة غنيمَة من غير تَعب وَإِنَّمَا قُلْنَا إِن الْعَسَل يدل على الْقُرْآن لِأَن الله تَعَالَى وصف كليهمَا بالشفاء فَقَالَ فِي النَّحْل يخرج من بطونها شراب مُخْتَلف ألوانه فِيهِ شِفَاء للنَّاس وَقَالَ فِي الْقُرْآن يَا أَيهَا النَّاس قد جاءتكم موعظة من)
ربكُم وشفاء لما فِي الصُّدُور الْآيَة.
وَقَالَ ابْن سِيرِين الشهد رزق كثير يَنَالهُ صَاحبه من جِهَة حَلَال من غير تَعب لِأَن النَّار لم تمسه وَالْعَسَل رزق قَلِيل من جِهَة مَكْرُوه لمس النَّار اياه وَإِن رأى عسلا نزل من السَّمَاء عَاما دلّت رُؤْيَاهُ على صَلَاح الدّين وَعُمُوم الْبركَة.
فَمن رأى كَأَن بِيَدِهِ شَهدا مَوْضُوعا دلّت رُؤْيَاهُ على أَن عِنْده علما شريفا.
وَإِن رأى كَأَنَّهُ يطعمهُ النَّاس فَإِنَّهُ يقْرَأ الْقُرْآن بَين النَّاس بنغمة طيبَة.
وَقيل من رأى أَنه أكل الشهد وَالْعَسَل فقد كرهه بعض المعبرين حَتَّى يؤولونه بِنِكَاح الْأُم.
وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه أكل عسلا أَو جمعه أَو يُؤْتى بِهِ إِلَيْهِ فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا وغنيمة وفرحا وَإِن كَانَ عبدا عتق وَإِن كَانَ مَرِيضا شفي وَرُبمَا دلّ الْعَسَل على كَلَام الْبر وَطلب الْقُرْآن وَالْعلم وَمن رأى أَنه يلعق عسلا من صَحْفَة فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة وَأما الْحَلْوَاء فَإِنَّهَا تؤول بِخَير وَمَنْفَعَة وحلو السكر أبلغ من حُلْو الْعَسَل.
فَمن رأى أَنه يَأْكُل حلواء سكر فَإِنَّهُ عز ورفعة لِأَنَّهُ مَأْكُول أهل الرّفْعَة.
وَمن رأى أَنه يَأْكُل حلواء من عسل فَإِنَّهُ دون ذَلِك.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الْحَلْوَاء مَال كثير وَدين خَالص ولقمة مِنْهَا تدل على الْقبْلَة من ابْنه وَصديقه أَو صَاحبه واللقمة من اللوزينج كَلَام لطيف وَأحسن الحلو مَا يكون لَونه أَبيض وَقيل رُؤْيا الْحَلْوَاء الْيَابِسَة من حَيْثُ الْجُمْلَة مَال قد حازه من تصرف الْملك لغيره وَإِذا كَانَت صفراء يكون فِيهَا بعض غم وَأما الخبيص وَمَا أشبهه فَإِنَّهُ رزق حَلَال وَرُبمَا كَانَ تَقْبِيل امْرَأَة واليابس مِنْهُ مَال فِيهِ مشقة وَالرّطب مِنْهُ مُخْتَلف فِيهِ وَقد كرهه الْبَعْض لما فِيهِ من الصُّفْرَة وَقيل انه يدل على الْمَرَض وَقيل هُوَ مَال كثير وَدين خَالص واللقمة مِنْهُ قبْلَة من ولد أَو حبيب وَقيل الخبيصة كَلَام لطيف حسن فِي أَمر المعاش وَكَذَلِكَ الفالوذج وَالْكثير مِنْهُ يدل على رزق كثير فِي قُوَّة وسلطنة مَا لم تمسها النَّار فَإِن مس النَّار إِيَّاهَا يدل على تَحْرِيم أَو كَلَام أَو سلطنة أما مَا يوضع فِيهِ الْحَلْوَاء فَيدل على جَوَاز حسان مليحات وَقيل إِن

اسم الکتاب : الإشارات في علم العبارات المؤلف : خليل بن شاهين    الجزء : 1  صفحة : 754
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست