responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإشارات في علم العبارات المؤلف : خليل بن شاهين    الجزء : 1  صفحة : 751
الْخبز قصر الْعُمر وَرُبمَا كَانَ الرقَاق من الْخبز ربحا قَلِيلا.
وَحكي أَن رجلا جَاءَ إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت كَأَن فِي يديي رقاقتين آكل من هَذِه وَمن هَذِه فَقَالَ أَنْت رجل تجمع بَين الْأُخْتَيْنِ والقرص ربح قَلِيل والرغيف ربح كثير.
وَأما الكعك فَمَال قَلِيل وَرُبمَا كَانَ خيرا ونعمة وَإِذا لم يكن يَأْكُل مِنْهُ فَإِنَّهُ يدّخر مَاله.
وَأما الأطرية فَإِنَّهَا مَال يجمع بِمَشَقَّة لكنه قَلِيل ونفعه كَذَلِك.
وَأما البقسماط فَإِنَّهُ يؤول برزق مدخر وَرُبمَا دلّ على السّفر لمن قَصده وَكلما كَانَ يَابسا فَهُوَ وَأما القرص فَإِن كَانَ بدهن فَهُوَ أبلغ فِي النِّعْمَة وناعمه أحسن من يابسه وَكَثْرَة الْحَوَائِج فِيهِ أَجود من حَيْثُ الْجُمْلَة والقرص الْوَاحِد ولد عِنْد الْبَعْض وتفرقه رزق على جمَاعَة وَقيل رُؤْيا مَا)
يعْمل من الدَّقِيق جملَة سَوَاء كَانَ لَبَنًا أَو يَابسا فَإِنَّهُ خير ونعمة وَمَنْفَعَة وَمَال وبركة لِأَنَّهُ عَمُود الدّين وحياة الْأَنْفس وَبِه يُقَوي الْإِنْسَان على طلب معيشته وَطَاعَة الله تَعَالَى وَرُبمَا دلّ على الْعلم وَالْإِسْلَام وَرُبمَا كَانَ مَالا يقوم لَهُ حَيَاة الْإِنْسَان وَهُوَ مَحْمُود على أَي وَجه كَانَ خُصُوصا لمن أكله.
وَأما النخالة فَإِنَّهَا تؤول بالاحتياج والقحط والقلة وضيق الْمَعيشَة خُصُوصا لمن كَانَت مَعَه وَأكل مِنْهَا وَكره بَعضهم رؤيتها من حَيْثُ الْجُمْلَة على أَي وَجه كَانَ.
وَأما التِّبْن فَإِنَّهُ مَال جزيل وَخير ونعمة وبركة ونيل مطلب وَولَايَة وظفر وَإِذا كَانَ فِي أَيَّام البذار كَانَ أبلغ وتبن الْقَمْح أبلغ.
وَمن رأى أَنه دخل متبنا وَعلم أَنه ملكه فيؤول بالغنى وَحُصُول مُرَاد الدُّنْيَا وَالْآخِرَة.
وَمن رأى أَنه وَقع فِي متبنه نَار فَإِن الْملك يَأْخُذ جَمِيع مَاله.
وَمن رأى أَنه يَأْكُل تبنا يحصل لَهُ مَال بِجَهْل لكَونه مشبها بالبهائم.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ رُؤْيا التِّبْن تؤول بِمَال كثير وَقد حُكيَ ان الْمَنْصُور رَحمَه الله رأى بِالْبَصْرَةِ كَأَنَّهُ رَاكب على حمَار وَتَحْته حمل تبن وَهُوَ من فَوق الْحمل وَقد عبر على الجسر بعد مَا ضرب الْحمار ضربا شَدِيدا حَتَّى عبر فَقص رُؤْيَاهُ على المعبرين فَقَالُوا سَيَأْتِي لَك الْأَمر وَتجمع أَمْوَال الدُّنْيَا والقصة طَوِيلَة وَكَانَ الْأَمر كَمَا عبر.
وَقَالَ بعض المعبرين أحب رُؤْيا التِّبْن لِأَنِّي مَا رَأَيْته إِلَّا وَقد حصل لي مَال على أَي وَجه كَانَ وشونة التِّبْن تؤول بخزانة المَال.
وَمن رأى أَنه يعلف بَهِيمَة بتبن فَإِنَّهُ يسْعَى فِي صَلَاح أُمُوره وَمَا يحصل لَهُ بِهِ النَّفْع بِصَرْف مَال خُصُوصا ان انْتفع بِتِلْكَ الْبَهِيمَة.
وَمن رأى أَنه يبذر التِّبْن فِيمَا لَا يَنْبَغِي لَهُ فَإِنَّهُ يصرف مَاله بِغَيْر اسْتِحْقَاق.
وَقيل رُؤْيا جَمِيع الاتبان من حَيْثُ الْجُمْلَة سَوَاء كَانَ تبن قَمح أَو شعير أَو غَيره من الْحُبُوب فَإِنَّهُ مَال على كل حَال خُصُوصا لمن ملكه أَو ادخره أَو رَآهُ فِي دَاره أَو على بَابه أَو بمحلته وَقد أجمع المعبرون على ان رُؤْيا التِّبْن محمودة جدا وَأما الْفَوْر وَهُوَ دَقِيق التِّين فَإِنَّهُ مَال أَيْضا.
وَقيل من رأى شَيْئا من الْحَيَوَان يَأْكُل من تبنه فَإِن من نسب إِلَيْهِ ذَلِك الْحَيَوَان يَأْكُل من مَاله وَيحْتَاج الْمعبر أَن يعبر الْأكل ان كَانَ لمَنْفَعَة فَلَا بَأْس بِهِ وَيكون صرف المَال فِي مُسْتَحقّه وَإِن كَانَ)
لغير مَنْفَعَة فَهُوَ نقص المَال بِقدر مَا أكل مِنْهُ.
وَمن رأى تبنا على وَجه مَاء فتعبير ذَلِك المَاء ان كَانَ بحرا بِالْملكِ أَو نَهرا فَهُوَ رُؤْيَاهُ كَمَا تقدم أَو غَيره مِمَّا ذَكرْنَاهُ فِي الْبَاب الثَّامِن وَالثَّلَاثِينَ فَيكون تَأْوِيل ذَلِك أَن من ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك المَاء الَّذِي على وَجه التِّبْن فَهُوَ غشاش ظَاهره يُخَالف بَاطِنه لما هُوَ جَار بَين النَّاس: كَأَنَّك مَاء تَحت تبن وَرُبمَا كَانَ من جمعه من وَجه المَاء يحصل لَهُ مَال ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك وَفِي الْجُمْلَة لَيْسَ بمحمود وكراهية للرائي أبدا.
(الْبَاب الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ)

(فِي رُؤْيا المشارب وَالْخُمُور والأنبذة وأنواعها)

3 - (فصل فِي رُؤْيا المشارب)
من رأى أَنه يشرب مشروبا من اناء أَو غَيره وَكَانَ رطبا رائقا فَإِنَّهُ طول حَيَاة ومعيشة وَمَنْفَعَة وَإِن كَانَ سخنا فَهُوَ مرض وسقم وَإِن كَانَ كدرا فَهُوَ هم وغم وَالْكَلَام على المَاء تقدم فِي فَصله فِي بَاب الأبحر.
وَمن رأى أَنه يشرب شرابًا مَعْرُوفا فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول خير مِمَّن نسب إِلَيْهِ ذَلِك فِي أصل التَّعْبِير.
وَمن رأى أَنه يشرب شَيْئا أَصله للدواء فَإِنَّهُ دَوَاء وَإِن كَانَ أَصله للضَّرَر فَلَا خير فِيهِ وَرُبمَا كَانَ حُصُول مَال بِحُصُول مضرَّة وَشرب مَاء الْبِطِّيخ يؤول على وَجْهَيْن للضعيف شِفَاء وَلغيره مُخْتَلف فِيهِ فَمنهمْ من قَالَ انه مرض وَمِنْهُم من قَالَ مَال وَمَنْفَعَة وَأما شرب الْأَدْوِيَة

اسم الکتاب : الإشارات في علم العبارات المؤلف : خليل بن شاهين    الجزء : 1  صفحة : 751
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست