responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التوجيه الإسلامي للنمو الإنساني عند طلاب التعليم العالي المؤلف : عبد الرحمن بن عبد الله الزيد    الجزء : 1  صفحة : 525
ومما هو جدير بالتنبيه في هذا المقام تأثير الزملاء والأصدقاء على الإنسان بحسب تربية كل منهم وسلوكياته، إذ يعدون من أهم العوامل المؤثرة في نشأة الإنسان مما يستلزم الانتباه حين اختيار الزملاء والأصدقاء وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك بقوله: "إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير, فحامل المسك إما أن يحذيك, وإما أن تبتاع منه, وإما أن تجد ريحاً طيبة, ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك, وإما أن تجد ريحاً خبيثة" [1] رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه.
وحيث إن عادات المجتمع وتقاليده تعد من المؤثرات الثقافية ذات الفعالية الملحوظة في نمو الإنسان، فإن هذه العادات يمكن عدها مظهراً من المظاهر الإِيجابية في المجتمع مثل ظاهرة التعاون والتواصل بين الأفراد التي تعد استجابة لقول الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [2] وامتثالاً لتأكيد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث النبوي الشريف: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا - ثم شبك بين أصابعه - " رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه [3].
كما تؤثر بعض العادات والتقاليد الاجتماعية سلباً على خاصية النمو الإنساني لاسيما عادات وتقاليد الزواج في بعض المدن والقرى، حيث تتطلب من الفرد أن يكون قادراً ومتمكناً من الناحية المادية كيما يتنسى له القيام بأعباء وتكاليف ومتطلباتها، ويؤثر هذا الأمر على تحقيق رغبة الزواج المبكر، والذي ينطوي أصلاً على العديد من الإيجابيات المثمرة في حياة الشباب وأسرهم والمجتمع الذي يعيشون فيه.

[1] فتح الباري 9/660 كتاب الذبائح والصيد 33 باب المسك 31 الحديث رقم (5534) ومسلم 4/ 2026 كتاب البر والصلة والآداب 45 باب استحباب مجالسة الصالحين ومجانبة قرناء السوء 45 الحديث رقم 2628 واللفظ له.
[2] سورة المائدة الآية رقم 2.
[3] فتح الباري 10/ 449- 450 كتاب الأدب 78 باب تعاون المؤمنين بعضهم لبعض 36 الحديث رقم 6026.
اسم الکتاب : التوجيه الإسلامي للنمو الإنساني عند طلاب التعليم العالي المؤلف : عبد الرحمن بن عبد الله الزيد    الجزء : 1  صفحة : 525
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست