اسم الکتاب : من أخلاق الداعية المؤلف : سلمان العودة الجزء : 1 صفحة : 7
ب - الصدق في الأقوال: والصدق في القول تعبير عن شخصية واضحة، ومروءة وشهامة وكرم، ولا يلجأ للكذب إلا لئيم الطبع، خبيث النفس، ضعيف الشخصية، والفطرة السليمة تستعيب الكذب وتستقبحه، ولذلك أجمعت الديانات السماوية على تحريمه وتجريمه.
فما بالك بالداعية.. أتراه يتصور صدور الكذب منه؟!
أعتقد - إن شاء الله - أن: لا.
ولكن:
من الدعاة من يتوسع في " التورية " بأن يقول كلاما يفهمه الناس على خلاف ما يقصد، وقد يكتشفون بعد أن الواقع على خلاف ما فهموم منه فيتهمونه بالكذب.. ثم إن التوسع في التورية قد يؤدي إلى التسامح في بعض " الكذيبات " بحجة أنها للمصلحة!! فالحذر الحذر!
أيها الداعية: حين يلجؤك الموقف إلى الكذب فلا تقدم عليه، وتذكر كلمة " أبي سفيان " أمام هرقل حين سأله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:
" والله لولا أن يؤثروا عني كذبا لكذبت "! (1)
لقد تجنب هذا الرجل - وكان جاهليَّا - أن يكذب خشية أن ينقلوها عنه، أو يعيروه بها يوما من الدهر، مع شدة حاجته إليها.
(1) رواه البخاري.
اسم الکتاب : من أخلاق الداعية المؤلف : سلمان العودة الجزء : 1 صفحة : 7