اسم الکتاب : من أخلاق الداعية المؤلف : سلمان العودة الجزء : 1 صفحة : 62
· وها هنا أمر ينبغي التنبه له وهو أن الكثير من الناس يظن أن الداعية لا يأمر إلا بالمعروف الذي يفعله ولا ينهى إلا عن المنكر الذي يجتنبه وهذا غلط بل الصحيح الذي تدل عليه نصوص الكتاب والسنة أن الإنسان يجب عليه أن يأمر بالمعروف ولو كان مقصرا فيه وأن ينهى عن المنكر ولو كان واقعا فيه حتى قال بعض حذاق أهل العلم حق على من يتعاطون الكؤوس أن ينهى بعضهم بعضا.
فالوقوع في المنكر لا يبرر لي الوقوع في خطأ آخر وهو أن لا أنهى عن المنكر، والشرط الوحيد أن يكون أمري بالمعروف ونهيي عن المنكر بصدق وليس على سبيل الخداع والنفاق والتضليل وأن أظهر للناس أني داعية، وأنا لست كذلك. فلو كان الوالد مثلا مبتلى بشرب الدخان ورأى ولده يدخن فهل يسكت عنه بحجة أنه واقع في المنكر؟
كلا. بل عليه أن ينهاه ويقول: إني سلكت هذا الطريق ويصعب علي الإقلاع وأنت ما زلت في البداية وهكذا سائر المعاصي.
وقل مثل ذلك في مسئول يرى من تحته يقع في معصية هو واقع فيها.
ولو لم يعظ في الناس من هو مذنب ... فمن يعظ العاصين بعد محمد
اسم الکتاب : من أخلاق الداعية المؤلف : سلمان العودة الجزء : 1 صفحة : 62