اسم الکتاب : من أخلاق الداعية المؤلف : سلمان العودة الجزء : 1 صفحة : 57
كان الشيخ محمد رشيد رضا يتألم لواقع المسلمين وتظهر أحزانه على قسمات وجهه حيث تحل بأحد المسلمين مصيبة أو قارعة، ويفرح إذا كان الأمر على العكس من ذلك حتى إن والدته عرفت عنه هذا الخلق فإذا رأته حزينا كاسفا سألته مالك يا ولدي: أمات اليوم مسلم بالصين؟ فهي قد أدركت أن أحزان ابنها وأفراحه مربوطة بأحوال المسلمين يفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم وهذا هو الولاء الحقيقي للمسلمين.
· ومن هذه العاطفة أن يملك الإنسان قلبا يتأثر لأخطاء المسلمين وانحرافهم عن الدين، فيحزن لانتشار الفسق والمعاصي بينهم حزنا لا يدفعه لاعتزالهم إنما يدفعه لأن يشعر أنه كالطبيب معهم يحاول إنقاذهم فإن لم يدرك ذلك كله فليقلل من هذا الانحراف بقدر ما يستطيع.
وينبغي أن تدعوه هذه العاطفة للغيرة على نفسه وزوجه وولده فيأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويمنعهم من ارتكاب ما يسخط الله عز وجل.
اسم الکتاب : من أخلاق الداعية المؤلف : سلمان العودة الجزء : 1 صفحة : 57