اسم الکتاب : من أخلاق الداعية المؤلف : سلمان العودة الجزء : 1 صفحة : 4
3- مسلم.. وداعية:
من هذا المنطلق وجب على المسلم التحلي والتجمل بالخلق الحسن، سواء كان داعية أم غير داعية، إذ الأخلاق من مقاصد البعثة المحمدية التي أكرم الله بها الإنسان في الأرض كلها، وخص المؤمنين بخصيصة منها ليست لسواهم، حيث هداهم بها إلى الصراط المستقيم، وزكى نفوسهم، وعلَّمهم ما لم يكونوا يعلمون: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} . (سورة الجمعة / الآية 2) .
والتزكية المذكورة في الآية الكريمة تشمل تزكية النفس وتربيتها على معالي الأخلاق، وتنقيتها من رديئها.. ففي الآية هذه كما في الحديث السابق تبدو الأخلاق مقصدا من مقاصد البعثة المحمدية، بل من أبرز مقاصدها.
وإذا كان التحلي بالخلق الفاضل واجبا على آحاد المسلمين ... فما بالك بالداعية الذي يحمل راية الدعوة وشعارها.. وينادي بها بين الناس؟
إن الأنظار إليه أسرع، والخطأ منه أوقع، والنقد عليه أشد، ودعوته يجب أن تكون بحاله قبل مقاله.
اسم الکتاب : من أخلاق الداعية المؤلف : سلمان العودة الجزء : 1 صفحة : 4