اسم الکتاب : من أخلاق الداعية المؤلف : سلمان العودة الجزء : 1 صفحة : 28
أ - العدل مع العدو والصديق:
فالكثير من الناس إذا ذكر له صديقه أثنى عليه ولو كان يعلم أنه لا يستحق ذلك الثناء، وإذا ذكر له خصمه ذمّه ولو كان يعلم أنه خلاف ما يقول.
فهل يستطيع الداعية أن يذكر العيوب الموجودة في أقرب الناس إليه ممن يكون مثله في المنهج والطريقة؟! أو يكون شريكا له في عمل ما؟!
وهل يستطيع أن يثني بصدق على إنسان يختلف معه في بعض الأمور؟
إن كان يستطيع ذلك فقد حقق العدل في هذا الجانب، ولكن أكثر الناس يجورون على خصومهم فيذمونهم بما ليس فيهم، ويجورون أيضا على أصدقائهم فيمدحونهم بما ليس فيهم.. وهذا وإن كان مظهره مظهر المحبة والثناء إلا أن حقيقته الجور والذم، فمن أثنى عليك بما ليس فيك فقد ذمّك، لأن الناس يتطلبون هذه الخصلة فيك فلا يجدونها فيذمونك على فقدها، والله تعالى قد أمرنا بالعدل حتى مع الأعداء فقال: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة: 8] .
اسم الکتاب : من أخلاق الداعية المؤلف : سلمان العودة الجزء : 1 صفحة : 28