responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مذاهب فكرية معاصرة المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 592
على نفقتهم الخاصة، تظل الدولة تفرض عليها من الضرائب ما يثقل كاهلهم حتى يغلقوها[1] ويحرم عليهم أن يتلقوا أي معونات من المسلمين من الخارج[2] وإلى عهد غير بعيد كان المسلم الذي يستدين من مسيحي حبشي ويعجز عن وفاء دينه يسترق لدائنه! ووقف هيلاسلاسي عام 1962 في هيئة الأمم فالقى خطابا "ضافيا" أعلن فيه أنه في خلال اثني عشر عاما لن يكون في الحبشة إلا دين واحد! ولم يرتفع صوت واحد في تلك "المؤسسة الإنسانية" يستنكر ذلك التصريح!
والفلبين كانت ذات يوم أرضا إسلامية فغزاها الصليبيون[3] وحكموها قهرا عن أصحابها، فيكف عاملوا المسلمين فيها؟
لقد ظلوا يطاردونهم ويخرجونهم من أرضهم وديارهم وأموالهم حتى حصروهم في قطاع من أصل أرضهم, ثم سموهم "متمردين" فاستباحوا لأنفسهم قتلهم، وقتالهم وتحريق مزارعهم، بل تحريقهم هم أنفسهم شفاء للحقد الصليبي المتأصل في نفوسهم، ولا يتحرك واحد في الأرض كلها ليرد البلاء عن المسلمين، ويكف عدوان المعتدين.
والهند حكمها المسلمون ثمانية قرون فلم يكرهوا أهلها على الإسلام، ولم يضطهدوهم وهم يعبدون البقر ويعبدون الأوثان، فلما حكمها الهنود فانظر كيف يعاملون المسلمين:
لا تنقطع أخبار "الشغب" كما تسميه الدولة والصحافة ... وخلاصتها أن يهجم الهندوس على القرى الإسلامية فيحروقها على أصحابها ويقتلوا منها من تطوله أيديهم.. فيحتج المسلمون، ويخرجون لرد العدوان فتعتقلهم الشرطة بتهمة إثارة الشغب وتودعهم في السجون! هذا وحكومة الهند حكومة "علمانية" أي: إنها لا تقيم حكمها على الدين، ولا تتعرض لأصحاب الدين! ومن سنوات غير بعيدة صرح نهرو تصريحا عجبا قال فيه إن تقرير المصير حق لكل الناس. إلا في كشمير!! ولم يستنكر ذلك أحد في العالمين!

[1] وفي مصر يفتح الأقباط -بجانب الدروس الدينية الرسمية التي يتلقونها في مدارس الدولة- مدارس دينية خاصة تسمى "مدارس الأحد" لا تتعرض لها الدولة أي نوع من التعرض.
[2] وفي مصر يتلقى الأقباط المعونات من الدول المسيحية والهيئات والأفراد فلا تسألهم الدولة من أين يأخذون ولا فيم ينفقون.
[3] كان "ماجلان" الذي يطلق عليه لقب "الرحالة العظيم" ممن قاموا بغزوة صليبية على الفلبين بعد إلحاح شديد على "البابا" أن يأذن له في فتح تلك البلاد وضمها إلى المسيحية، وقد قتله الأهالي في المعركة التي جرت على أثر تجرؤه على رفع الصليب على أرض بلادهم الإسلامية فسموا "المتبربرين".
اسم الکتاب : مذاهب فكرية معاصرة المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 592
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست