responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مذاهب فكرية معاصرة المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 497
لقد نزل هذا الدين ليعطي التصور الصحيح لحقيقة الألوهية وحقيقة العبودية، وليقيم في عالم البشر واقعا محكوما بهذا التصور، منبثقا عنه، مرتبطا به، متناسقا معه في كلياته وجزئياته، لا يتصادم معه ولا ينحرف عنه.
فالله الخالق البارئ المصور، الرازق المحيي المميت، المدبر اللطيف الخبير، عالم الغيب والشهادة، بكل أسمائه وصفاته الواردة في كتابه المنزل, هو المتفرد بالألوهية والربوبية، وهو المستحق للعبادة وحده بغير شريك.
وكل ما في الكون وكل من في الكون غيره سبحانه هم خلقه وعباده ... واجبهم عبادته وحده بغير شريك.
والإنسان واحد من خلقه.. متميز..نعم.. مكرم نعم.. ذو وعي وإدراك وإرادة وفاعلية.. نعم. ولكنه مخلوق من مخلوقات الله، واجبه ككل خلقه الآخرين محصور في عبادة الخالق وحده بغير شريك.
ولقد كرمه الله بالوعي والإدراك والإرادة والفاعلية وأعطاه قدرا من الحرية في تصرفاته الإرادية يملك به أن يسير في طريق الطاعة وأن يسير في طريق العصيان.. ولكنه لا يرضى من عباده إلا أن يعبدوه:
{إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} [1].
والذي يقرر العبادة المفروضة على كل كائن من الكائنات هو خالق الكائنات جميعا، الذي خلقها وحده بغير شريك، ومن تفرده بالخلق ينشأ انفراده بالحاكمية:
{أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [2].
وبحق الحاكمية الناشئ من التفرد بالخلق أمر الإنسان أن يعبده وحده ويخلص العبادة له:
{إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} [3].
{أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [4].
{قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ} [5].

[1] سورة الزمر: 7.
[2] سورة الأعراف: 54.
[3] سورة يوسف: 40.
[4] سورة الزمر: 3.
[5] سورة الزمر: 11.
اسم الکتاب : مذاهب فكرية معاصرة المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 497
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست