responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مذاهب فكرية معاصرة المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 417
وحكمة الديكتاتورية أن أعداء الشعب لا ينبغي أن تترك لهم أي ثغرة ينفذون منها للقضاء على النظام الصحيح "وهو الشيوعية" لانهم -بطبيعة الحال- لن يرضوا عن النظام الذي يحرمهم من امتيازاتهم الطبقية، فهم أعداء ألداء له.
وما دام هناك دول رأسمالية وإقطاعية ما تزال قائمة في الأرض فإن أعداء الشعب سيتعاونون معها، أو أن هذه الدول ستستغلهم ضد النظام، ولا ينبغي التهاون في هذا الأمر لحظة واحدة. ولا التراخي مع أعداء النظام -أعداء الشعب- سيتعاونون معها، أو أن هذه الدول ستستغلهم ضد النظام، ولا ينبغي التهاون في هذا الأمر لحظة واحدة، ولا التراخي مع أعداء النظام -أعداء الشعب- بل لا بد من مقاتلتهم بكل شدة, والسبيل إلى ذلك هو أن تتولى الدولة كل السلطات في يدها، وتقبض على الأمر بيد من حديد.. إلى أن يأتي الوقت الذي ينتهي فيه الأعداء من الوجود، وعندئذ لا تزول الديكتاتورية فقط بل تزول الحكومة كذلك لانتهاء الحاجة إليها.

3- كفالة الدولة لجميع المواطنين:
تقوم الشيوعية على مبدأ كفالة الدولة لجميع المواطنين على أساس أن هذا واجب الدولة تجاه المواطنين, وحق المواطنين على الدولة، ويندد الشيوعيون بالرأسمالية خاصة التي تحتفظ دائما بجيش من العاطلين لتضرب به حركات العمال الذين يتمردون على الظلم ويطالبون بحقوقهم، وبالإقطاع الذي يترك الناس يموتون جوعا ليكتنز الإقطاعي ويسمن من دماء الكادحين.
وفي "المنيفيستو" أي: الإعلان الشيوعي الذي أعلنه ماركس أوجب على الدولة أن تكفل لكل فرد من أفراد المجتمع ضروراته الأساسية وهي الطعام والملبس والمسكن والجنس, باعتبارها حقوقا طبيعية, وضرورات ينبغي إشباعها، وتعتبر الدولة مقصرة إذا قصرت في تحقيق شيء من ذلك لأي فرد من المواطنين.
وفي مقابل كفالة الدولة لجميع المواطنين فإنه ينبغي على كل قادر على العمل أن يعمل -رجالا ونساء- ومن لا يعمل لا يأكل، فكما أن الكفالة واجبة على الدولة فالعمل واجب على الفرد ما دام قادرا عليه، ولا يعفى من ذلك أحد على الإطلاق إلا الأطفال حتى يبلغوا السن التي تؤهلهم للعمل، والعجزة من الرجال والنساء الذين لا يقدرون على أي نوع من أنواع العمل فأولئك تكفلهم الدولة بلا مقابل.
وبما أن الدولة هي -من الوجهة العملية- المالك الوحيد والمسيطر الوحيد على الإنتاج فهي التي تحدد لكل فرد في المجتمع نوع العمل الذي يقوم به ومكانه

اسم الکتاب : مذاهب فكرية معاصرة المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 417
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست