اسم الکتاب : مذاهب فكرية معاصرة المؤلف : قطب، محمد الجزء : 1 صفحة : 288
وفي مجتمع الرق ظهرت الدولة ونمت الثقافة وظهرت الفلسفة وتقدمت البشرية تقدما كبيرا يعزوه الماديون إلى الصراع الطبقي!
جاء في كتاب المادية التاريخية "ص163 من الترجمة العربية":
"إن تطور الصراع الطبقي والمعارف النظرية أدى إلى ظهور الفلسفة, وحدثت اختلافات مهمة على صعيد الدين، الذي تحول تدريجيا إلى أداة روحية لاستعباد الجماهير، وبهذا فإن انقسام المجتمع إلى طبقات يحدث انقلابا جذريا في البنيان الفوقي وفي حياة المجتمع الروحية كلها، وفي المجتمع العبودي بالذات ظهرت لأول مرة كل الأشكال الراهنة للوضع الاجتماعي".
وكانت معاملة الرقيق في أوروبا بالبشاعة التي يعرفها التاريخ، ولم تفلح ثورات العبيد في تحسين أحوالهم ولا رفع الرق عنهم، ولكن لأسباب مادية واقتصادية بحتة بدأ عهد الرق ينهار.
يقول إنجلز في كتاب "أصل الأسرة والملكية الخاصة والدولة" "ص236, 237 من الترجمة العربية":
"ولكن هذه العبودية المشرفة على الموت كانت لا تزال من القوة بحيث تجعل كل عمل من أعمال الإنتاج يبدو وكأنه عمل عبودي وضيع لا يليق بمقام الرومان الأحرار ...
إن المسيحية ليس مسئولة قط عن هذا الزوال التدريجي للعبودية القديمة, إذ هي قد جنت من ثمار العبودية في الإمبراطورية الرومانية خلال قرون من الزمن، ولم تفعل فيما بعد شيئا لا لمنع المسيحيين من المتاجرة بالرقيق -سواء الألمان في الشمال أو تجار البندقية على البحر الأبيض المتوسط- ولا لحظر التجارة بالرقيق الزنوج في السنين الأخيرة، وإنما زالت العبودية؛ لأنها لم تعد تدر ربحا قط، لكنها بزوالها خلفت وراءها لسعتها السامة وذلك بوسمها عمل الأحرار في الإنتاج بميسم الضعة، فكان ذلك بمثابة الزقاق المسدود الذي وجد العالم الروماني نفسه فيه، كان العبودية مستحيلة من الناحية الاقتصادية, وكان عمل الأحرار مستهجنا من الناحية الأخلاقية, لم يعد في وسع الأول أن يظل أساس الإنتاج الاجتماعي, وكان الأخير لا يزال غير قادر على أن يكون أساسا لهذا الإنتاج، لم يكن ينفع في هذا الحال سوى ثورة كاملة"[1]. [1] لم يقل لنا كيف كانت هذه الثورة.
اسم الکتاب : مذاهب فكرية معاصرة المؤلف : قطب، محمد الجزء : 1 صفحة : 288