responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مذاهب فكرية معاصرة المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 176
{ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} [1].
{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} [2].
{وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [3].
ولقد نتساءل عن حكمة الله سبحانه وتعالى في تمكين اليهود من "الأمميين" في هذه الفترة الاستثنائية التي تعيشها البشرية اليوم. فنقول بادئ ذي بدء إن الله سبحانه وتعالى: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ} [4].. {وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [5]، فلا نسألة تعالى لماذا لم يجعل الذلة على هذا الشعب دائمة لا استثناء فيها وهم يستحقون -بصحيفتهم السوداء- أن تكتب عليهم الذلة إلى يوم القيامة.
ولكنا نلمح جانبا من حكمة الله في قوله تعالى مخاطبا الكفار:
{قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} [6].
والبشرية اليوم قد كفرت كما لم تكفر في تاريخها كله، فأنكرت وجود الله جهرة، ومنعت منهجه أن يحكم حياة الناس في الأرض، فاختار الله شر خلقه -اليهود- ليذيق البشرية كلها بأسهم جزاء وفاقا على هذا الكفر الذي ليس له مثيل في نوعه ولا في حجمه في التاريخ ... ولنذكر أن دارون ليس يهوديا.. وهو الذي قال: الطبيعية تخلق كل شيء ولا حد لقدرتها على الخلق.. الطبيعة تخبط خبط عشواء. إن تفسير النشوء والارتقاء بأنه صادر من الإرادة الإلهية يكون بمثابة إدخال عنصر خارق للطبيعة في وضع ميكانيكي بحت!! فوضع بذلك أسسا "علمية" للفساد الذي يملأ الأرض اليوم!
والله يقول:
{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي

[1] سورة البقرة: 61.
[2] سورة الأعراف: 167.
[3] سورة المائدة: 64.
[4] سورة الأنبياء: 23.
[5] سورة البقرة: 117.
[6] سورة الأنعام: 65.
اسم الکتاب : مذاهب فكرية معاصرة المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 176
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست