responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدرسة الدعوة المؤلف : محمد السيد الوكيل    الجزء : 1  صفحة : 247
ج- وَاقع الْمُسلمين المتخلف: لاشك أَن الْمُسلمين متخلفون عَن الركب الحضاري المتطور الَّذِي يبدع كل يَوْم جَدِيدا، ويستغل هَذَا التَّخَلُّف أَعدَاء الْإِسْلَام مدعين أَنه لَو كَانَ الْإِسْلَام قَادِرًا بالنهوض بالأمم والشعوب لما صَار الْمُسلمُونَ إِلَى هَذَا الْحَد من التَّخَلُّف المقيت.
وَالْحق أَن وَاقع الْمُسلمين يُعْطي هَذَا الانطباع السَّيئ فِي نفوس النَّاس، وَلَكِن على الدعاة أَن يتعرفوا على حَقِيقَة الْأَمر، ويقفوا على الْأَسْبَاب الْحَقِيقِيَّة المؤدية إِلَى هَذَا التَّخَلُّف البغيض، وَحِينَئِذٍ يُمكنهُم أَن يردوا تِلْكَ الشُّبْهَة، ويحطموا هَذِه الْعقبَة.
إِن تخلف الْمُسلمين عَن ركب الحضارة المتطور الْمُبْدع يرجع إِلَى سببين، وَكِلَاهُمَا بعيدان كل الْبعد عَن حَقِيقَة الْإِسْلَام وماهيته.
أما أولاهما: فالاستعمار الغربي الَّذِي استولى على الْبِلَاد الإسلامية فِي غَفلَة من أَهلهَا، وَقد خرج هَذَا الْغَزْو الصليبي مكشرا عَن أنيابه السود، مملوءا بالحقد والكراهية لِلْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمين، وَعمل جاهدا على إبعاد الْمُسلمين عَن مصدر قوتهم وتقدمهم.
لقد علم هَؤُلَاءِ المستعمرون أَن الْإِسْلَام هُوَ سر قُوَّة الْمُسلمين، وَهُوَ الْعَامِل الْحَقِيقِيّ للتقدم الَّذِي أحرزوه يَوْم كَانُوا مُتَمَسِّكِينَ بِهِ؛ فعملوا على إبعاد الْمُسلمين عَن دينهم، وَعَلمُوا أَن الْبِلَاد الإسلامية الْعَرَبيَّة مِنْهَا وَغير الْعَرَبيَّة فِيهَا من الْخيرَات والثروات مَا يَجْعَلهَا أغْنى وأرقى

1 يُرَاجع تَارِيخ الْعلم عِنْد الْعَرَب لِلْكَاتِبِ الإيطالي أليدو مييلي.
اسم الکتاب : مدرسة الدعوة المؤلف : محمد السيد الوكيل    الجزء : 1  صفحة : 247
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست