responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدرسة الدعوة المؤلف : محمد السيد الوكيل    الجزء : 1  صفحة : 232
وتواجه الدعْوَة الْفتية التيارات المضادة {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ} [3]، ويتذرع الدعاة بالحلم وَالصَّبْر، ويقابلون الفكرة بالفكرة، ويقرعون الْحجَّة بِالْحجَّةِ.
وَنحن قد رَأينَا نماذج رائعة من ثبات الدعاة وتحملهم، وسنعرض هُنَا نماذج حَيَّة لأساليب نشر الدعْوَة فِي مُوَاجهَة الأفكار المعادية، وَفقه الدعاة وطرق إقناع الْخصم.
أ- الطُّفَيْل بن عَمْرو: أسلم الطُّفَيْل لما الْقُرْآن الْكَرِيم من رَسُول الله - صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - رغم تحذير قُرَيْش إِيَّاه من سَمَاعه، حَتَّى وضع فِي أُذُنَيْهِ الْقطن.
وَلم يكد يسْتَقرّ الْإِيمَان فِي قلبه حَتَّى اسْتَأْذن من رَسُول الله فِي الذّهاب إِلَى قومه لِيَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَام، فَأذن لَهُ، وَبَدَأَ الطُّفَيْل بِأَبِيهِ فَأسلم، وثنى بزوجه فَلم تخَالفه، ثمَّ توجه إِلَى قومه فأبطأوا عَلَيْهِ، وَلكنه لم ييأس.
يَقُول ابْن هِشَام: (قَالَ - الطُّفَيْل -: فَلم أزل فِي أَرض دوس أدعوهم إِلَى الْإِسْلَام.. حَتَّى نزلت الْمَدِينَة بسبعين أَو ثَمَانِينَ بَيْتا من دوس، ثمَّ لحقنا برَسُول الله - صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - بِخَيْبَر؛ فَأَسْهم لنا مَعَ الْمُسلمين) [1].
وَالَّذِي يلفت النّظر فِي قصَّة الطُّفَيْل موقفان لابد من تجليتهما؛ حَتَّى يتَعَلَّم الدعاة كَيفَ يدعونَ إِلَى الله:
الأول: لما أَبْطَأَ قوم الطُّفَيْل فِي الدُّخُول فِي الْإِسْلَام ذهب إِلَى رَسُول الله، وَطلب مِنْهُ أَن يَدْعُو عَلَيْهِم، فَدَعَا لَهُم الرَّسُول قَائِلا: اللَّهُمَّ اهد دوسا، وَأمر الطُّفَيْل أَن يرجع إِلَى قومه، وَأَن يَدعُوهُم ويرفق بهم، فَرجع حَتَّى كَانَ إسْلَامهمْ على يَدَيْهِ[2].
وَمن هُنَا يجب أَن يتَعَلَّم الدعاة أَن النَّاس لَا يستجيبون لأوّل وهلة، لِأَن لَهُم عقيدة يتعلقون بهَا؛ فلابد من الصَّبْر عَلَيْهِم والرفق بهم، حَتَّى يتَبَيَّن لَهُم الْحق، وَحِينَئِذٍ يُسَارِعُونَ إِلَيْهِ.
الثَّانِي: أَن الْإِيمَان لما اسْتَقر فِي قلب الطُّفَيْل خرج مِنْهُ الْخَوْف من تِلْكَ الْآلهَة الَّتِي كَانَ يَعْبُدهَا، فَلم يعد يحفل بهَا وَلم يعد لَهَا مكانتها فِي نَفسه، وَنحن نلمس ذَلِك عِنْدَمَا أَمر زوجه أَن تذْهب إِلَى حمى الصَّنَم الَّذِي كَانُوا يعبدونه فتغتسل هُنَاكَ حَتَّى يعرض عَلَيْهَا الْإِسْلَام.

[3] الْأَحْزَاب الىية62.
[1] ابْن هِشَام (2/24) .
[2] نَفسه.
اسم الکتاب : مدرسة الدعوة المؤلف : محمد السيد الوكيل    الجزء : 1  صفحة : 232
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست