اسم الکتاب : ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين المؤلف : الندوي، أبو الحسن الجزء : 1 صفحة : 67
يقول (Robert Briffault) عن الدولة الرومية:
((لم يكن سبب انقراض الدولة الرومية وسقوطها الأساسي الفساد الزائد (كالرشوة وغيرها) بل كان الفساد والشر وعدم المطابقة بالواقع مما صحب نشوء هذه الدولة من أول يومها وتغلغل في أحشائها. إن كل مؤسسة بشرية تقوم على أساس زائف منها ولا تستطيع أن تنقذ نفسها بذكاء أو نشاط، ولما كان الفساد مما قامت عليه هذه الدولة فكان لا بد أن تبيد يوماً وتنهار، لقد رأينا أن الدولة الرومية إنما كانت وسيلة لرفاهية طبقة صغيرة على حساب الجماهير الذين كانت هذه الطبقة تستغلهم وتمتص دمائهم. لقد كانت التجارة تسير في رومة بأمانة وعدل وقد كان ذلك مما طبعت عليه هذه الدولة، وقد كانت فائقة في قوة الحكم والقضاء، وفي الكفاءة، ولكن هذه المحاسن كلها لم تكن لتحفظ الدولة من عواقب الزيف الأساسي والخطأ [1]) .
الحكم الروماني في مصر والشام:
يقول الدكتور الفرد. ج. بتلر عن الحكم الروماني في مصر:
((إن حكومة مصر (الرومية) لم يكن لها إلا غرض واحد، وهو أن تبتز الأموال من الرعية لتكون غنيمة للحاكمين، ولم يساورها أن تجعل قصد الحكم توفير الرفاهية للرعية أو ترقية حال الناس والعلو بهم في الحياة أو تهذيب نفوسهم أو إصلاح أمور أرزاقهم، فكان الحكم على ذلك حكم الغرباء لا يعتمد إلا على القوة ولا يحس بشيء من العطف على الشعب المحكوم [2]) .
ويقول مؤرخ عربي شامي عن الحكم الروماني في الشام:
((كانت معاملة الروماني للشاميين بادئ ذي بدء عادلة حسنة مع ما كانت عليه مملكتهم في داخليتها من المشاغب والمتاعب. ولما شاخت دولتهم انقلبت إلى أتعس [1] The Making of Humanity, by Robert Briffault p 159. [2] فتح العرب لمصر للدكتور الفرد. ج. بتلر، تعريب محمد فريد أبو حديد.
اسم الکتاب : ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين المؤلف : الندوي، أبو الحسن الجزء : 1 صفحة : 67