responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين المؤلف : الندوي، أبو الحسن    الجزء : 1  صفحة : 126
كبار حفظ الله بهم شرف الإسلام وعزته، وأعاد بهم الحياة إلى العالم الإسلامي المنهار، بدأت الغزوات الصليبية- التي كانت تهدف أولاً إلى الاستيلاء على الأماكن المقدسة عند المسيحيين- تتحدى الإسلام والمسلمين كلهم، وتهدد الجزيرة العربية ومهد الإسلام والدول المجاورة للشام، واستولى الصليبيون الأوربيون فعلاً على القدس وعلى عامة مدن الشام وقلاعه، وطمعوا في
مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانوا أكبر خطر على الإسلام والمسلمين بعد فتنة الردة، هنالك قيض الله للإسلام عماد الدين أتابك زنكي (م 541هـ) الذي قارع الصليبيين وهزمهم في معارك كثيرة وفتح الرُّها، وقام بعده ولده العظيم الملك العادل نور الدين محمود زنكي (م 569هـ) وصمم على إجلاء الصليبيين من الشام واسترداد القدس للمسلمين، ومات رحمة الله عليه قبل أن يكمل مهمته وخلفه في ذلك أحد رجاله ومرشحيه الملك الناصر السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب ملك مصر، وهو الرجل الذي هيأه الله لهذه المهمة العظيمة وجمع فيه من خصال الحزم والعزم والإخلاص والتجرد للغاية والحرص على الجهاد والتفاني في سبيله وعلو الهمة في نصر الإسلام وقتال أهل الكفر والبغي، وحسن القيادة وقوة التنظيم والصلاح والديانة والفتوة الفائقة والإنسانية السامية ومكارم الأخلاق ما لا يجتمع إلا في أفذاذ الرجال في العالم، فكان بذلك معجزة من معجزات الإسلام ودليلاً على أن الإسلام لم ينته دوره ولم يفقد الحيوية والإنتاج، وقد توحد العالم الإسلامي من بين نهر الفرات وبين النيل للمرة الأولى بعد مدة طويلة ليقاتل أوربا التي تدفقت جيوشها واندفع ملوكها وأمراؤها وقوادها الكبار ليهاجموا العالم الإسلامي، وقد اجتمع تحت لواء صلاح الدين للجهاد أجناس كثيرة من المسلمين لم تجتمع قبل، والتهبت شعلة الجهاد والغيرة الإسلامية بعد مدة طويلة، واستخدم صلاح الدين للجهاد كل ما وصل إليه العالم الإسلامي من العلم والاختراع وصناعة الحرب يومئذ، هو كل ما أوتي من الذكاء والصبر والتفكير وهزم الصليبيين في حطين عام (583هـ) هزيمة منكرة وكسر شوكتهم وفتح القدس في العام نفسه واستولى على فلسطين لها وانحصر الصليبيون في " صور" فقط، ألقت أوربا أفلاذ أكبادها، وجاءت بحدها وحديدها واجتمعت جيوشها الكثيفة تحت قيادة القائد الكبير رتشارد Richard ملك انكلترا وكانت الحرب بين الصليبيين والمسلمين سجالاً حتى وقعت الهدنة سنة 588هـ (2 سبتمبر 1192 المسيحي) وجلا معظم الغزاة الصليبيين عن فلسطين ورجع رتشارد إلى

اسم الکتاب : ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين المؤلف : الندوي، أبو الحسن    الجزء : 1  صفحة : 126
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست