responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية المؤلف : عمر عودة الخطيب    الجزء : 1  صفحة : 90
كبرى على أن دعوة الإسلام هي وحدها منتهى الخير، وذروة الفضائل، وصفوة الكمال، وخلاصة الأخلاق.. كما أن صاحب هذه الدعوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان النموذج الأمثل للخلق الرفيع بما حباه ربه من صفات وفضائل تجل عن الوصف، ويضيق عنها البيان، وحسبنا أن نتلوا قول الله -عز وجل- في الثناء على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [1]، لندرك هذا المستوى الكبير من سمو نفسه، ورفعة أخلاقه، ونبل صفاته.. وقد وصفت السيدة عائشة -رضي الله عنها- خلقه بهذا الوصف الجميل: "كان خلقه القرآن"[2]، وفي هذا تنبيه عظيم، ولفتة ذات دلالة إلى أن أخلاق الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- وهي التطبيق الحي لما في كتاب الله -عز وجل- من فضائل الأخلاق ورفيع الصفات مما يبلغ الغاية في صفاء القلب، ونقاء الضمير، وطهارة النفس، وحسن المعاملة، والصدق والإخلاص في القول والعمل والسلوك.
ب- ولما كانت هذه الثقافة تقوم على أصول اعتقادية وتهذيبية وتشريعية تتلاقى جميعًا في منهج تكاملي يصلح من شأن الإنسان، ويعمل على إسعاده في الدنيا والآخرة؛ فإننا نرى أن العنصر الأخلاقي أصيل وواضح في أصول دعوة الإسلام، كما أنه السمة البارزة في سيرة رسولها صلى الله عليه وسلم.. وسيرة الصفوة الرائدة من صحابته رضوان الله عليهم.. وفي هذا التعاون الوثيق والتساند المحكم بين التوجيه والقدوة، والإرشاد والتطبيق، يُشَادُ البناء الأخلاقي على أمتن الأسس، ويبلغ الذروة في القوة والإحكام..
قال تعالى:
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [3].

[1] القلم: "4".
[2] رواه مسلم.
[3] الأحزاب: "21".
اسم الکتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية المؤلف : عمر عودة الخطيب    الجزء : 1  صفحة : 90
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست