responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية المؤلف : عمر عودة الخطيب    الجزء : 1  صفحة : 163
2- وقد كانت لهذا الغزو الفكري آثار بالغة في تأثير الثقافة الغربية على الناشئة المسلمة، ذلك أن الغرب بادر إلى فرض الثقافة الغربية على المسلمين من خلال استيلائه على بلادهم ومصادر ثرواتهم، مما كان معناه أنه لن ينال الرزق في البلاد الإسلامية التي استولى الغربيون عليها إلا من يتلقى التعليم الذي فرضوه، فأقبلت الناشئة على المعاهد الغربية -تحت هذا الضغط الاقتصادي إقبالًا هائلاً، وتعلمت في معاهد الغرب جميع النظريات والمظاهر العلمية التي كانت بروحها وشكلها مناقضة لثقافتنا الإسلامية، وإذا كانت هذه المعاهد قد أخفقت في أن تخرج أبناء المسلمين عن دينهم، وأن تحولهم كفارًا مرتدين، فإنها -من ناحية أخرى- لم تجعل إلا قليلاً من هؤلاء على ولاء وفهم صحيحين للإسلام، من حيث الاعتقاد والفكرة، والنظرة والوجدان، والعلم والسلوك.. فقد نالوا من المسلمين في هذا المجال منالاً كبيرًا، وألحقوا بنا ضررا فادحًا، فقد استأصلوا من عقولنا وقلوبنا جذور ثقافتنا، وغرسوا فيها جذور ثقافتهم. كما فرضوا علينا كذلك نظمهم الاقتصادية من خلال فلسفاتهم ونظمه المادية، وفرضوا علينا قوانينهم أيضًا، ولم يبدلوا بذلك صورة نظامنا الاجتماعي فحسب، بل أحدثوا تغييرات هائلة في تصوراتنا الاجتماعية، كما فرضوا علينا مفاسدهم الخلقية وعاداتهم المتنافرة مع عاداتنا وتقاليدنا، ولم نأخذها كعادات أجنبية، بل نظر إليها بعضنا أنها نماذج للمثل الرفيعة والعادات الراقية..
3- لقد كان تجاوب فريق منا مع أبعاد هذا الغزو الفكري تجاوبًا إيجابيًا ينطلق من نظرة الضعيف إلى القوي، والمغلوب إلى الغالب، والمنهزم إلى المنتصر، وكان دافع هؤلاء إلى التجاوب -على هذا النحو- أنهم قالوا: لا قِبَلَ لنا بالمقاومة بعد أن غلبنا على أمرنا، واستولى علينا غيرنا، وإننا إذا حاولنا المقاومة بؤنا بالإخفاق والخسران، فلا مناص لنا من أن نستفيد من كل فرصة من فرص الحياة، والمضي مع

اسم الکتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية المؤلف : عمر عودة الخطيب    الجزء : 1  صفحة : 163
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست